أكد الأخضران جدارتهما وأسعدا الشعب العربي بتأهل المنتخبين الشقيقين السعودي والعراقي لنهائي امم آسيا الرابعة عشرة، بفوزين مستحقين على اليابان وكوريا في المربع الذهبي للبطولة، وبهما أكدت كرة الغرب تفوقها وعلو كعبها على شرق القارة التي ضربت أخماساً بأسداس امس وهي تودع البطولة خالية الوفاض، وعوض التأهل العربي للنهائي إخفاقات البقية التي تساقطت مبكراً، فالكرة العربية أكدت تواجدها أمام القوى الآسيوية العظمى كروياً، فبرغم تاريخهما الحافل وسمعتهما وما توصلا اليه، ودخولهما عالم الاحتراف مبكراً واحتراف العديد من لاعبيهما في أكبر وأقوى البطولات الأوروبية إلا أن ذلك لم يثن ولم ينل من عزيمة سفيري العرب ''الأخضرين'' التي نسفت بالكرة الغربية وأبعدتها عن البطولة· فما تحقق هو حلم كان يراودنا يوم أمس، وليس هناك من لم يتخوف من خروج المنتخبين أو احدهما لكن ولله الحمد ذلك لم يحدث وسارت الامور وفق ما نشتهي، لترسم الكرتان السعودية والعراقية البسمة، والفرحة على الوجوه العربية الآسيوية، محققة مكسباً كبيراً وحضوراً مميزاً للكرة العربية· ولعل التأهل السعودي جاء بعد ولادة متعسرة جداً لكنها ممتعة الى أبعد الحدود، فواجه الأشقاء السعوديون صعوبة بالغة في تعطيل برمجة الكمبيوتر الياباني، الذي لم يصمد كثيراً أمام مهارة وفكر وروعة أداء القحطاني ومعاذ والموسى وبقية رفاقهم، فكان ''درب السعودي أخضر'' بالرعب والخطورة التي شكلها على المنتخب الياباني الذي لم يستطع مجاراة المنتخب السعودي، رغم خبرته الواسعة وسرعة لاعبيه التي ضبطتها الرادارات السعودية، في مباراة مجنونة، لكنها استحقت لقب قمة المباريات، وشخصياً شعرت بالفخر وانا أتابع هذه الكوكبة السعودية القادرة على فعل كل شيء في كرة القدم، ودوخت اليابانيين، فهنيئاً للأشقاء هذه القوة الكروية العربية الضاربة· فاكتملت الفرحة بعد نجاح المنتخب العراقي في التعامل مع السرعة الكورية بحكمة والحد من خطورته طوال المائة والعشرين دقيقة، الى أن استدرجه الى ضربات الجزاء التي ابتسمت للمنتخب العراقي، وكان لتألق الحارس نور صبري دور مهم في التأهل العراقي بنجاحه في التصدي لضربة جزاء كورية، ولتذهب بعدها الضربة الحاسمة في القائم الأيسر ومعها تعلن تأهل المنتخب العراقي الى النهائي، ويطلق العرب العنان لأفراحهم بهذا الفوز الكبير والتأهل التاريخي· مجرد رأي أتفق معكم على أن الكثير من مباريات كأس آسيا مملة الى أبعد الحدود، وينتابنا التثاؤب خلال متابعتها، ولكن ألا تتفقون معي على أن المنتخب السعودي فاكهة البطولة، ومتى ما لعب وتواجد طرفاً في أي مباراة فإن المتعة والإثارة تكون ملازمة لة، أليس هو من أطربنا خلال البطولة، وكان علامة فارقة، ومتعة آسيا؟·