حتى لا أكون مغالياً في كلامي وأقول ما لم أكن أعتقد أنه سيحدث سابقاً أعترف بأنني لم أتصور أن تتواصل مغامرة الأخضر السعودي حتى الدور نصف النهائي قياساً بالظروف التي كانت تحيط به من مدرب جديد وتشكيلة شابة وإقصاء نجوم ''من الوزن الثقيل'' كحمد المنتشري وصالح الصقري وصاحب العبد الله وأسامة المولد ومحمد نور ومحمد الشلهوب وعيسى المحياني وصالح بشير ومبروك زايد ونواف التمياط ومحمد الدعيع وحسين عبد الغني وحتى أحمد الدوخي·· كل هؤلاء مازالوا يلعبون وهم يشكلون منتخباً آخر وأمر استبعادهم يحتاج إلى قرار صعب وقوي ومدعوم من اتحاد لا يأبه بما سيسمعه من الصحافة التي بات فيها كثيرون ينظرون إلى المنتخب من عيون أنديتهم·· أيضاً أمر إسناد مهمة تدريب المنتخب السعودي لمدرب بسيرة ذاتية ''فقيرة'' مثل سيرة أنجوس كان قراراً شجاعاً ومغامرة، قال لنا الدكتور صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف في السعودية ''إنها كانت مغامرة إيجابية ومحسوبة·· لا أنكر أنني كنت ممن طالبوا بالصبر على هذا المدرب، حتى نرى خيره من شره''، ولكن كثيراً من زملائي الإعلاميين ''شبطوا به مبكراً'' وهو أصر على أن يكون الرد نتائج في الملعب وقد فعل·· ولكنه بات يكرر الكلام نفسه عقب كل مباراة وهو ما لا أراه مناسباً·· قد كان عنده وجهة نظر وأجاد في الدفاع عنها· ويبدو أن للدوري السعودي الفضل الأول ''بعد الله'' في وجود هذا العدد من الموهوبين، بحيث ان الأساسي لايفرق عن الاحتياطي وهاكم تيسير الجاسم وخالد عزيز وأحمد الموسى وسعد الحارثي وعبده عطيف أمثلة على ما أقول·· هم جاءوا من دوري قوي هو الأفضل في القارة ''وهذا رأيي مدعوماً بالأدلة''، وهم على العكس من بقية زملائهم في المنتخبات الخليجية الأخرى لم يذهبوا إلى البطولة تعبانين خائري القوى بالرغم من أنهم يلعبون في الدوري وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل ودوري أبطال آسيا ودوري أبطال العرب وبطولة الأندية الخليجية ومع منتخبهم·· الروح المعنوية عالية لديهم واتحادهم قوي ومتابع وقريب منهم ومعهم على طول الخط لهذا تجانسوا في فترة قصيرة وأبدعوا ''نتائج على الأقل'' وهاهم في نصف النهائي يوم ودعت إيران وأستراليا والصين وعمالقة على الطريق· أما الأخضر العراقي فسلاحه الروح المعنوية العالية ومهارات فردية يحاول فييرا أن يصهرها في مجموعة، وشباب جدد مع مخضرمين يعرفون كيف تؤكل الأكتاف مثل قائدهم يونس محمود وهم تواقون لزرع البسمة على شفاه أبناء العراق·· نعم الروح المعنوية قد تساهم في صنع النتائج الكبيرة، لكن الروح وحدها لاتكفي وسط حيتان آسيا الذين بدا البعض منهم في هذه البطولة أسماك سردين ·· وللحديث بقية·