** من حق جماهير الكرة أن تغضب لخروج المنتخب الوطني من الدور الأول لنهائيات أمم آسيا كونها تحلم بتحقيق ما هو أفضل بعد ما تذوقت حلاوة الفوز ببطولة كأس الخليج· ** ومن حق الجماهير والخبراء أن ينتقدوا اللاعبين والجهاز الفني للتفريط في الوصول إلى الدور ربع النهائي، والذي كان في متناول أيديهم قبل أن يفرطوا فيه بالخسارة أمام فيتنام· ** ومن حق المدرب الفرنسي للمنتخب ميتسو أن يدافع عن وجهة نظره والظروف التي أدت إلى خروج المنتخب صفر اليدين مكرراً سيناريو 2004 في الصين مع وجود بعض التعديلات· ** ومن حق اللاعبين أن يتحدثوا عن وجهات نظرهم والأسباب التي أدت إلى الخسارة والخروج المبكر من نهائيات أمم آسيا· ** لكن من حق المنتخب علينا أن نناقش همومه وشجونه بكل موضوعية بعيداً عن الانفعالات والغضب والتربص بالآخرين وأيضاً بأسلوب يليق بنا وبتاريخنا وقيمنا ومبادئنا· ** فإذا كنا نطالب بتطوير أداء المنتخب الوطني فعلينا أيضاً أن نسعى إلى تطوير أفكارنا وثقافة الاختلاف لدينا·· فالعالم كله أصبح يعرف أننا نفرط في الانفعالات الإيجابية منها والسلبية· ** لذلك لا تصل أصواتنا إلى المكان الذي نريده بل نضيع أدراج الرياح ولا تجد لها أي صدى أو ردة فعل·· كون تلك الأصوات تتحكم فيها العصبية والتشنج· ** نحن نفرط في الفرصة عندما نحقق أي إنجاز ولو كان بسيطاً ولا نلتفت حينها إلى السلبيات وكذلك نفرط في جلد الذات والبكاء عندما نخسر أي شيء ونحوله إلى كارثة·· ومن منا ينسى أننا كنا سنموت من الفرحة يوم فاز المنتخب بخليجي 18 والآن سنموت من الحزن للخروج المبكر· ** نعتبر من يخالفنا في الرأي عدواً ولو كان صادقاً ويهمه صالحنا ومن يوافقنا في الرأي صديقاً وحبيباً ولو كان يتملق ويسعى لتحقيق مآرب خاصة· ** نرمي بالتهم جزافاً على الآخرين دون أن نعبأ بهم ونقيم الدنيا على أطراف أصابعها عندما يحاول أحد أن ينتقدنا أو يكشف عيوبنا لكي نبصر الحقيقة!! ** إن خروجنا عن النص سواء في لغة التحاور أو من عباءة ثقافة الاحتراف يجعلنا نخسر أشياء كثيرة ولا نستفد من الدروس والعبر التي تمر بنا· ** فبدلاً من المواجهات السخيفة وتبادل الاتهامات بشكل مفضوح عبر الفضائيات علينا أن نبحث عن أسباب الخروج من نهائيات أمم آسيا وعلاجها والاستفادة من الإيجابيات التي عاشها الفريق· ** فلا يمكن أن نطور أنفسنا دون الابتعاد عن نظرية المؤامرة التي تعشش'' في نفوسنا بعد أن ذرعها فينا الاستعمار وعلينا أن نفكر في تشكيل فريق عمل يساعد على تصحيح الأوضاع ومساعدة المسؤولين من أجل بناء منتخب قوي يمضي على خطى الإنجازات التي تحققها الدولة في شتى مناحي الحياة· ** فبدلاً من أن نمسك في الأمور ''التافهة'' وننشغل بشعر ميتسو·· علينا أن نناقش أسلوب عمله·· كما يجب أيضاً أن يعرف الأخ ميتسو أنه يتعامل مع إعلام واع وجماهير ناضجة تحب منتخبها وتنتقده من شدة إيمانها بامكانات لاعبيها وما توافر لهم من سبل النجاح· سعيد عبد السلام