منذ أن كتبت عن الدوام الجديد لدوائر أبوظبي، الرسائل والتعليقات تتواصل، وخاصة من الموظفات، لقولي إننا لم نسمع صوتاً نسائياً، وان المراة في الكثير من المجتمعات، وخاصة الغربية تعمل ساعات أطول من دون شكوى، على الرغم من أنها لا تستعين بخادمات او مربيات· تقول إحدى القارئات في رسالتها'' أدرك أنك محكوم بمحاذير كثيرة لاتستطيع معها الاعتراض على قرار رسمي، لكنني أتوقف فقط عند جملتك ''إن النساء في الغرب يعملن لساعات طويلة ولم يشتكين''، أرفق لك مع رسالتي بيان ''مانيفستو'' من ثمانية آلاف شخص -رجالاً ونساءً - في أستراليا يطالبون فيه بتخفيض ساعات الدوام إلى خمس وثلاثين ساعة في الأسبوع (مبدئياً) مع إمكان المزيد من الخفض لاحقاً· ويشيرون فيه بأنهم لم يصبحوا أكثر سعادة بعد ارتفاع مداخيلهم، لأنهم فقدوا متعة الحياة وابتعدوا عن عائلاتهم، بسبب ربط السلطات معدل الرخاء الاجتماعي بالنمو الاقتصادي، وأصبحوا يعيشون في حلقة فيها الإعلانات الاستهلاكية التي تدفعهم لشراء ما لا يحتاجونه فتوهمون بأنهم في حاجة إلى مزيد من الأموال لإنفاقها، وبالتالي العمل لفترات أطول، وقد ملوا ذلك فلم يعد لديهم وقت لأطفالهم ، ويدعو البيان إلى منح الوالدين معاً إجازة عامين لتربيتهم بعد الولادة ،مع أنه في أستراليا تتوافر حضانات في أماكن العمل ولا يتركون أطفالهم للخدم مثلنا، كما يدعو البيان الحكومة للحد من الإعلانات ومنع الموجه منها للصغار لأنها تستغل جهلهم وتزرع فيهم نزعات استهلاكية، كل ذلك ضمن نقاط تدعو الحكومة لتحقيق رفاهية المجتمع النفسية قبل المادية''، انتهت الرسالة التي أقول لصاحبتها إن الأمر لا محاذير فيه أو مما ذهب إليه خيالها، ونحن لا نعترض وإنما نطرح آراءً من واقع مجتمع نعيش فيه، وعهدنا بمسؤولينا التفاعل لما فيه الصالح العام، وقرار الدوام الجديد جاء بعد دراسات مستفيضة، وتطبيقه أيضاً سيخضع لأخرى مماثلة لمصلحة الوطن وأبنائه أولاً واخيراً·