عكس تيار كل المباريات، وعلى غير مستوى المباريات الثلاث الأخرى بدور الثمانية في كأس أمم آسيا حفل لقاء المنتخب السعودي مع الأوزبكستاني بمتعة ومستوى مغايرين تماماً عن بقية المباريات التي غلب عليها الطابع التكتيكي البحت، وهي اللغة التي يراها البعض مجدية في الأدورر النهائية والتقدمة التي وصلت إليها البطولة التي لقيت الكثير من التذمر والاستياء من مستويات مباريات الأدوار الأولى، وشخصياً أراه أمراً طبيعياً بحكم ظروف اللعبة والبطولة في أدوارها الأولى التي كان فيها التعويض ممكناً، والخسارة يمكن تعويضها، ولكن الآن اختلف الحسابات كلياً وتغيرت البطولة ونظامها، ''فالفائز مولود والخاسر مفقود''، ولا مجال مطلقاً لتعويض أي خسارة، فمن يكسب يجدد إقامته ومن يخسر يبحث عن حجوزات العودة، واستحقت مبارة السعودية مع أوزبكستان أفضل مباريات البطولة حتى الآن لما حفلت به من إثارة وقوة ولعب هجومي أمتعنا جميعاً، وكذلك السعوديون الذين خالفوا الكل في كيفية التأهل، فجاء تأهلهم مع المتعة والمستوى، رغم إهدارهم لكم الفرص التي حبست أنفاس السعوديين قبل تنفسم الصعداء وصعودهم ضمن الأربعة الكبار· وفي مباريات دور الثمانية تباينت مستويات المباريات الأربع، فلقاء العراق وفيتنام أقلها إثارة ومتعة، واعتمد المنتخب العراقي على أقل جهد ممكن لعبور غابات فيتنام، وقد فعل، ووفر قواه لما هو قادم وأهم، فيما كانت مباراة اليابان وأستراليا مباراة مختلفة أكدت لمشاهديها قوة ومكانة الفريقين، ومن شاهد المباراة قد يكون افتقر للإثارة والمتعة، لكنها في الوقت نفسه كانت حافلة من الناحية الفنية، وفيها الكثير من الدروس الفنية، وإن كانت أغلبها دفاعية بحتة، لكنك عندما شاهدتها شعرت بقيمة الفريقين، وإن كان الأستراليون قد أظهروا بعض قواهم لكنها في الوقت الضائع ولم تعكس هوية وقوة الفريق التي كنا نعتقدها· وفي لقاء إيران وكوريا الجنوبية فرض الملل نفسه، فكان الحذر الدفاعي حاضراً، مع غياب المتعة والكرة الجميلة التي تعكس مستوى الفريقين، وإن كان المنتخب الإيراني هو الأكثر سيطرة نسبياً، لكن الدفاع الكوري المحكم أفسد كل المحاولات الإيرانية وحكم عليها بالإعدام قبل أن تهز شباكه، فيما لم نشهد سرعة وقوة رابع بطل العالم في مونديال ،2002 وكل ذلك لأن الطابع ''التكتيكي'' غلب على الآداء والمستوى الفني الذي تنشده الجماهير، وقد دفع الإيرانيون ثمن إهدارهم للفرص وسيطرته ''نسبياً'' السلبية· مجرد رأي رغم تقدمنا في أدوار البطولة ووصولنا لدور الثمانية وننتظر دور الأربعة إلا أن الحكام واصلوا سقطاتهم وأخطاءهم، ومنها الهدف الأوزبكي الذي تم إلغاؤه بصورة غريبة في الشوط الأول، وهو ما يتطلب إعادة النظر في مستوى حكام آسيا، ومن يدير اللقاءات المقبلة، حتى لايعصف أصحاب القمصان الملونة بالبطولة و''يزيدون الطين بلة''·