قبل الحديث عن السقوط البحريني، يبدو أن النحس وعدم التوفيق ظل مطارداً وملازماً للتشيكي ميلان ماتشالا الذي حزم حقائبه وغادر مسقط بعد خسارته لنهائي كأس الخليج مرتين متتاليتين الأولى أمام قطر، فيما كانت القاضية على يد منتخبنا الوطني، ويحط التشيكي العجوز رحاله في المنامة منطلقاً مع حبيل ورفاقه في رحلة جديدة للبحث عن أمجاد الأحمر الغائبة، وكان العشم في الخبير بالملاعب الخليجية خيراً لكنه خيب الظن به ولم يستطع الصمود في أول اختبار حقيقي بعد هزيمة البحرين التاريخية من الشقيقة الأكبر السعودية بأربعة أهداف نظيفة، وهي الخسارة التي أظنها ستكون بمثابة الإعصار في الوسط الرياضي البحريني، الذي ذهب بتفاؤله الى أبعد من ذلك بكثير بعد فوزه على كوريا الجنوبية، وكان الحق معها فيما ذهبت إليه لأن كوريا لن تكون بحساباتهم أصعب وأقوى من السعودية، لكن أتت رياح جاكرتا بما لاتشتهي سفن البحرين، لكنها أكثر من رائعة للسعوديين المتحمسين لهذا الفوز للرد على مداعبة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة لرعاية الشباب بمملكة البحرين عندما سئل عن لقاء السعودية بعد فوزهم على كوريا فقال مازحاً:''مباراة السعودية بالمخبى''، واليوم اتضح العكس، وصحا البحرينيون على صدمة وحسرة على ضياع فرصتي التأهل بعد أن دخل اللقاء بفرصتي الفوز أو التعادل الذي كان سيؤهل الفريقين معاً على حساب كوريا واندونيسيا، فغلب التاريخ وتفوق في اللقاء الذي أضاف فريقاً عربياً ثانياً للدور الثاني الى جانب العراق، وهو العدد الذي لم نكن نتمناه ، بعد أن منينا النفس بحصيلة عربية وخليجية أكبر في دور الثمانية لكن فرقنا تساقطت تباعاً وعادت أدراجها دون تحقيق طموح جماهيرها، ولم تعكس مستوياتها الحقيقية، كما لم يحالف البعض التوفيق، خاصة في الجولتين الثانية والثالثة، فيما كانت انطلاقة بعض فرقنا الخليجية قوية في ضربة البداية لكنها تراجعت بعد ذلك ودفعت الثمن غالياً، ليسجل العرب تراجعاً عن النسخة الماضية التي تأهلت فيها 3 منتخبات عربية لدور الثمانية· فكل التوفيق والنجاح لممثلينا العربيين العراقي والسعودي في دور الثمانية، بعد أسندت لهما حمل الشارة العربية للدفاع عن مكانة الكرة العربية في المحفل الآسيوي، وقد تكون مهمة صعبة لكن ثقتنا في العراق والسعودية كبيرة، خاصة أن ممثلينا متسلحان بالخبرة والعزيمة والإصرار، وهو ما يدعونا للتفاؤل بتجاوزهما للمحطة المقبلة، على أمل الذهاب لأبعد من الدور الثاني· مجرد رأي الرباعية الخضراء التي مزقت شباك البحرين هي تأكيد على نزاهة وسمو أخلاق الكرة الخليجية اينما تواجدت، فلا صوت يعلو على صوت الوطن وشعار المنتخب الذي يرتديه اللاعبون، فكان التعادل في اللقاء كفيلاً بنقل المنتخبين الشقيقين السعودي والبحريني معاً الى الدور الثاني لو أنهما ارتضيا التعادل، ولكن ضرب الأشقاء أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص وأنهاها السعودي برباعية كانت بمثابة ''فشة خلق''·