بكل ألم تابعت اغلاق مركز'' الضياء'' لرعاية الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم ليسوا كبقية هذه الفئة،فهم من المصابين بالشلل الدماغي، مرض لا علاج له، ولاشفاء منه ، ودور مركز متخصص كهذا -يكاد يكون الوحيد من نوعه في المنطقة- التخفيف من معاناة ضحاياه ومساعدتهم في أبسط الصور الممكنة على التأقلم· وبكل ألم عرفت ان سبب الاغلاق يعود الى جفاف الموارد الكافية لتشغيله، ونحن -ولله الحمد والمنة- في ارض الوفرة والخير، ووطن جوده بلغ أقاصي الارض· وعرفت ان المركز الذي يقدم خدماته مجانا يخص زميلنا جابر عبيد الذي قادته رحلته مع المرض الذي ابتلي به بكره ''علي'' لافتتاح المركز لمساعدة أمثاله ·فقد كنت اتابع الزملاء في البرنامج الجماهيري ''استديو 1 ''من اذاعة ابوظبي، عندما تطرقوا لخبر الاغلاق، واستضافوا أباعلي على الهواء فتحدث عن بدايات المركز المتخصص، وكيف استقبل في اول ايام عمله اطفال الشلل الدماغي ، وعددهم لم يتجاوز العشرة، بلغوا نحو 150 طفلا لدى اعلان خبر الاغلاق، الذي جاء بسبب الضائقة المالية التي يمر بها بعد اعتذار فاعل خير كان يتكفل بمعظم تكاليف الميزانية التشغيلية للمركز التي تصل الى قرابة خمسة ملايين درهم سنويا· شخصيا أتمنى ان يكون اغلاق المركز وقتيا، وان''الضياء'' خبا لبعض الوقت، ليتوهج بقوة من جديد، في ارض هي للخير عنوان، وللعطاء منارة، وان يسارع أهل الخير لنجدته، والا يدعو تجربة طيبة وخيرة كهذه تذوي من دون الاستفادة منها وتطويرها لمساعدة عشرات الاطفال ممن ابتلاهم الله بهذا الداء، وتكتب لهم في ميزان حسناتهم· وجمعياتنا الخيرية وفي مقدمتها هيئة الهلال الاحمر مدعوة لرعاية مثل هذه المراكز، وإنقاذها من نهايات مؤلمة كهذه بتخصيص وقف لها ،في زمن نسمع فيه عن المزادات الخيالية لأرقام السيارات وحتى الهواتف وغرائب المقتنيات· وبانتظار ان نسمع خبرا عن استمرار وهج ''الضياء'' لا نملك الا الاعتذار لعلي واقرانه·