''ضدنا'' بلدة وادعة صغيرة، إيقاع الحياة فيها بسيط، وهي تستقبل صباحات تكتحل بزرقة البحر، وتكسر أمواجه على شواطئها الجميلة، ربما لم يسمع بها الكثير من المسؤولين وكبار الموظفين من قبلُ، وقد كانت تصنف ضمن مناطق الوطن المنسي، التي لم تعرف مواكب المسؤولين·''ضدنا'' عاشت اليومين الماضيين، حياة استثنائية، وغدت محط كل الأضواء بعد أن اختارها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' لعقد اجتماعات مجلس الوزراء لاستعراض مكونات استراتيجية الحكومة خلال الفترة المقبلة·لقد كان اختيار المكان بحد ذاته رسالة للجميع، ويوم انعقاد الاجتماعات في العطلة الأسبوعية، وفي موسم الإجازات أيضاً رسالة·وإذا كانت ''ضدنا'' عاشت يومين استثنائيين، سيسطران في تاريخها، وقد شهدت مخاض الاستراتيجية، فقد كان الأمر استثنائياً بكل المقاييس على المواطن راشد أحمد النقبي، الذي وجد الحكومة بكل أركانها على مائدته في منزله المتواضع بدبا الحصن، عندما لبَّى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد دعوته على الغداء، وتابعنا تفقد سموه لغرف المنزل البسيط الذي يعيش فيه 12 شخصاً متوزعين على ثلاث غرف· وقال سموه بعد الجولة: ''اسمح لنا يا راشد، كلنا غداك''، واغرورقت عينا المواطن بالدمع ولسانه يلهج بالامتنان على هذه الزيارة التي قال سموه: ''إنها واجبة'' و''لا شكر على واجب''، وأمر بتوفير مساكن حديثة لأبناء المواطن المتزوجين على نفقة سموه الخاصة·مشاهد عميقة الدلالات تعكس حرص قيادتنا الرشيدة على تفقد ومتابعة أحوال المواطنين  أينما كانوا، بعيداً عن الرسميات· وقد أكد سموه للوزراء أن العبرة في استراتيجية الحكومة التي تمتد بين عامي 2008 و2010 بالتنفيذ والمتابعة·كل من تابع تلك المشاهد، كان فؤاده يخفق بالدعاء لله عزوجل أن يديم على إمارات الخير والمحبة، الرخاء والازدهار في ظل قائد مسيرتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''·