لا زالت المنتخبات العربية تتلقى العقاب واحداً تلو الآخر في كأس آسيا! الفوز يرفض العرب مع سبق الإصرار والترصد! حتى في العشرين دقيقة الأخيرة من مباراة قطر وفيتنام الذي هاج فيها المنتخب القطري وهاج تمرداً على تقدم فيتنام بهدف·· حتى في هذه الفترات التي شهدت اكتساحاً قطرياً لم يتمكن العنابي إلا من تسجيل هدف واحد تصدى له كالعادة المقاتل الشرس سيبستيان سوريا عندما قذف بنفسه في الشباك محولاً الكرة برأسه في حالة نادرة من الإصرار والتحدي·· ولكن محاولات الفريق القطري لتحويل النتيجة راحت سدى لتنتهي المباراة بهدف هنا وهدف هناك وهي نتيجة عادلة في مجملها إذا عرفنا كم كان المنتخب الفيتنامي متفوقاً في الشوط الأول ونصف الثاني· ولم يتوقف العقاب عند هذا الحد·· بل كان في أعلى صورة في المباراة التي جمعت المنتخب العماني مع منتخب تايلاند·· والغريب في الأمر أن المنتخب العُماني وهو الحصان الذي راهنا عليه يرفع الراية البيضاء ولا يستطيع مقاومة منافسه التايلاندي القوي الذي كان أكثر قوة وأكثر ذكاءً وأعلى مهارة ولياقة وسرعة فكان له الفوز بجدارة وبهدفين مقابل هدف ليتوقف زحف الفريق العُماني الذي كنا نعتقد أنه أحد المرشحين الأقوياء ليس للفوز على تايلاند فحسب·· بل الفوز بكأس آسيا! إن دول شرق آسيا الصغيرة كما قلت سابقاً تدق أجراس الخطر ليس في هذه البطولة فحسب بل تدقها من أجل المستقبل، وهذا يتطلب من إخواننا العرب- ونحن في مقدمتهم- إعادة ترتيب أوراقهم وأفكارهم ونظراتهم للغير·· فحتى هذه اللحظة تنال الكرة العربية الصفعة تلو الأخرى·· ورغم دخولنا في الدور الثاني الحاسم إلا أن كل الفرق العربية فشلت حتى الآن ولو في تحقيق فوز واحد يذر الرماد في العيون·· والأمر الذي لا شك فيه أن خيبة الأمل الجماعية هذه ليست على خطأ·· فالاجماع غالباً لا يكون على خطأ·· ودعونا ندفع فاتورة حساباتنا الخاطئة ونظراتنا المتعالية وغرورنا المدمر الذي دفع بنا جميعاً- ولا يزال- إلى الوراء! وإذا كان المنتخب العُماني يستحق خسارة عن جدارة بعد أن فقد كل مميزاته فجأة ولم يستطع أن يجاري سرعة ومهارة منافسه·· فإن المنتخب القطري في آخر عشرين دقيقة قد عانده الفوز بصورة عجيبة·· وربما دفع هو الآخر ثمن التحفظ الكبير الذي كان عليه مدرب الفريق الذي لعب معظم الوقت بمهاجم واحد·· ولم يتحسن الحال ويبدأ الضخ إلا بعد أن استفاق جمال موسوفيتش وأجرى تغييراته الهجومية المتأخرة في الوقت الذي كان الفريق الفيتنامي قد استنفد لياقته بعد الجهد الرهيب الذي بذله في الشوط الأول· الكرة الآسيوية الصاعدة ربما يأتي عليها يوم تكون أخطر بكثير من القوى التقليدية في الشرق والغرب معاً·· فهم يلعبون بسرعة مدهشة وبتنظيم يدعو للإعجاب وبمهارات عالية لم تصبح حكراً عليناً كما نقول دائماً· هذه الفرق لا ينقصها سوى سنوات الخبرة وهي مقبلة·· وناقوس الخطر يدق بعنف في السماوات العربية فاحذروا! ؟ آخر الكلام: تعمدت ألا أتحدث عن مباراة منتخبنا أمام اليابان اليوم· لقد زاد الكلام عن حده وفقد معناه! هذا الميدان يا حميدان·· وقلوبنا مع الذين يدافعون عن شعار بلدهم اليوم·