أظهر اتحاد الكرة رباطة جأش وصلابة، وثقة كبيرة وقناعة في عمله، وتصدى لكل الرياح العاتية، وتعامل بعقلانية مع الهجمة الشرسة التي تعرض لها المنتخب والمدرب والاتحاد على حد سواء، فظهر رجالة أقوياء، قادرين على المواجهة متحملين المسؤولية بشجاعة، فساد العقل لغة الحوار والرد على المنتقدين والمنظرين، وما أكثرهم هذه الأيام، فرجح صوت العقل وغلب المنطق، على أمل أن يستمر العمل وتسير القافلة، متجاوزة بعض المطبات والعقبات التي تواجهها في الطريق· فالسركال رئيس اتحاد الكرة خفف من وقع الخسارة وأكد أن المنتخب إذا خسر مباراة فإنه كسب فريقاً ومجموعة من اللاعبين الصغار ممن يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل وهو مكسب كبير، وواصل محمد خلفان الرميثي نائب رئيس الاتحاد النهج نفسه بمطالبته بالرفق بالمنتخب الوطني، فالفرصة لاتزال قائمة والفوز على اليابان ليس مستحيلاً، وان الخسارة هي مسؤولية مشتركة يتحملها الجميع وليس طرف دون آخر، كما طالب بحكم منطقي على المدرب الفرنسي برونو ميتسو الذي حملناه على الأعناق قبل أشهر، فكانت آراء الرميثي الوصف المنطقي لحالة المنتخب ووضع الكرة والمنتخب، وهي في النهاية تعزز من أصوات العقلاء الحريصين على مصلحة المنتخب، ومسيرته، فالحساب يكون بنهاية الاختبار، وليس أثنائه· مثل هذه التصريحات وعندما تصدر من مسؤولين فإنها بلا شك تكون بمثابة العلاج لحالة الصدمة والمرارة التي يعيشها لاعبونا، الذين يحتاجون لمن يأخذ بأيديهم بحكمة وعقل وليس بالصوت والنقد والتجريح، مع اعتارفنا جميعاً بأن ثمة أخطاء رافقت الأداء بحاجة لتصحيح وعلاج، ولكن العلاج يجب ان يكون بحكمة وعقل، وليس أسهل من التنظير والفلسفة لمن يجلسون على الأرائك ويرتشفون الشاي والقهوة وينصبون أنفسهم قضاة وخبراء يصدرون أحكامهم دون أدنى مسؤولية، ولكن وسط كل هؤلاء ممن يسمون أنفسم بالخبراء ظهر صوت من أصوات العقل وجاء من الدوحة عبر الزميل الدكتور أحمد سعيد المهندي رئيس تحرير صحيفة ''ستاد الدوحة'' الذي انتقد كل فلاسفة الفضائيات، مؤكداً ان أي مدرب هو أقرب شخص لفريقه وأدرى بظروفه من الفلاسفة الأفاضل، فميتسو أعلم بظروف وجاهزية وقدرة وإمكانيات ومهارة لاعبية التي تخدم أسلوبه وخطته، وتساءل عما إذا كان أحد من المحللين ممن حملوه مسؤولية الخسارة علموا بحالة أي لاعب وظروفه ومدى جاهزيته للمباراة· فمثل هؤلاء العقلاء يستحقون المتابعة والظهور، فاستحق المنهدي تحياتنا ومستضيفه يعقوب السعدي· مجرد رأي ليس حباً في فيتنام ولا نكاية في قطر، بل حب في مصلحة الأبيض، وحظوظ منتخبنا الوطني نريد أن تنتهي مباراة الأشقاء القطريين مع فيتنام بالتعادل، وهذه الأمنية مشروعة لتعزيز حظوظنا، وعرقلة المنافسين، والعمل على تسهيل مهمتنا لبلوغ الدور الثاني· اللهم آمين·