**الاعتذار الذي وجهه لاعبو المنتخب، من داخل مقر إقامتهم في فيتنام، يمكن أن نقبله بشرط أن نلمس على الطبيعة أن هذا الاعتذار لم يكن مجرد تطييب ''خواطر'' الجماهير التي تأسفت كثيراً على الحالة التي ظهر عليها المنتخب أمام فريق متواضع أدخله الأبيض التاريخ الآسيوي عندما منحه فرصة تسجيل أول فوز له في نهائيات آسيا· **ولا بد أن يترجم اللاعبون وجهازهم الفني اعتذارهم عملياً بالفوز على اليابان وقطر إذا أرادوا أن ينقذوا مشاركتهم الآسيوية وألا يكونوا أول من يودع البطولة! **** **لعلها من المرات القليلة التي يتفق فيها الجميع على أن ما حدث في مباراة الإمارات وفيتنام يتحمل مسؤوليته الجهاز الفني واللاعبون·· وحكم المباراة مما رسم في نهاية المطاف لوحة سيريالية، غير مفهومة الملامح أو التفاصيل· **ولسوء حظ الكرة العربية المشاركة في النهائيات الآسيوية أنها نالت حتى الآن لقب الأداء الأسوأ من خلال ما قدمه منتخب الإمارات أمام فيتنام، ولقب التحكيم الأسوأ من خلال مستوى الحكم طلعت نجم الذي أدار نفس المباراة حيث ارتكب العديد من الأخطاء المؤثرة سواء بعدم احتساب أكثر من ركلة جزاء للإمارات، أوبتغاضيه عن طرد لاعبين اثنين من منتخب فيتنام، وللحق فإننا نرى أن الحكم أخطأ أيضاً عندما لم يطرد ماجد ناصر حارس الأبيض حيث كان رد فعله عصبياً للغاية عندما اعتدى على أحد لاعبي منتخب فيتنام بعد أن استقبلت شباكه الهدف الأول! **ولا خلاف على أن تلك الأخطاء تؤكد أن الحكم لم يكن موفقاً، وإن لم يتعمد مجاملة فريق على حساب فريق آخر، ولا مجال للتشكيك في نزاهته، أوالإيحاء بأن تصريحه لإحدى الصحف اللبنانية، قبل شهر من انطلاق البطولة بأن أمنية حياته أن يحصل على وظيفة، يمكن أن يفسر سلبياً بما يضر مسيرته التحكيمية·· فالأخطاء التي تابعها الجميع خلال مباراة الإمارات وفيتنام لا تتجاوز حدود ''اليوم السيئ'' لأحد الحكام·· ولا أتصور أن لجنة حكام البطولة ستسمح بمرور تلك الأخطاء مرور الكرام، دون أدنى تشكيك في ذمة الحكم أو نزاهته! **** **فوجئت بحجم ''الشماتة'' في خسارة منتخب الإمارات أمام فيتنام، وكأن الأبيض كُتب عليه أن يدفع فاتورة فوزه بلقب ''خليجي ''18 فما إن انتهت المباراة بفوز فيتنام، إلا وانهالت الرسائل النصية S.M.S على شاشة الفضائيات ومعظمها يبدي سعادته بخسارة الإمارات، والإشارة إلى أن الفوز بكأس الخليج كان غير مستحق لذا كان ''السقوط الآسيوي''· **والغريب والعجيب في آن واحد هو أن قنواتنا المحلية تبث تلك الرسائل دون أن تفرض عليها أي نوع من الرقابة، ولا أعتقد أن الحرية الإعلامية تعني أن تتبادل الشتائم والإساءات على الهواء، فما بين الأشقاء أكبر بكثير من هذه الروح غير الرياضية·