قد يكون العنوان استفزارياً للشارع الجماهيري لكن لابد منه على خيبة الأمل التي ظهر بها المنتخب في لقائه الأول، فبعد خسارة المنتخب أمام فيتنام انقلب الشارع الرياضي على المنتخب وعلى المدرب الفرنسي برونو ميتسو، وحملوه مسؤولية الخسارة كاملة، ونصبوا له المشانق متناسين ما ساهم بتحقيقه مع المنتخب، ولن أقول ما حققه· وهذا هو حال الشارع الرياضي، والجماهير التي لم أفاجأ بردة فعلها، التي غلبت عليها العاطفة أكثر من تحكيم المنطق في تقويمها وحكمها على الخسارة، فلايرضي غرورها سوى الفوز بأية بطولة نشارك فيها، وكاننا جئنا من كوكب آخر وليس هناك منتخبات ودول تخطط وتعمل وتحضر كما نخطط نحن، بل العكس فغالباً ما يكون عملنا عشوائياً وغير منظم، على عكس غيرنا الذين يكونون أكثر تنظيماً، وذلك لأن المنظرين عندنا أكثر من العاملين والمجتهدين، وصحيح أن الخسارة من فيتنام قاسية ومؤلمة، ولكن لايجب أن نهضم حق الفيتناميين في العمل والتحضير، فالكرة أداء وعمل وتخطيط وليست تاريخاً فقط، والأمور لاتؤخذ بالعواطف· إن ما قلته ليس دفاعاً عن المنتخب، ولا عن المدرب ميتسو الذي لاتربطني به أية صلة قرابة، فشعره أشقر ليس كشعري الأسود، ولكن يجب أن نتعامل مع الأمور بموضوعية أكثر، فاللاعبون أخطأوا، وكذلك المدرب، الذي لم يوفق في بعض القرارات، والأسلوب، ولكن ذلك ليس مبرراً لأن نقلب الدنيا، ونحمل المدرب المسؤولية الكاملة، ونعصف بالأخضر واليابس، ونهدم كل البناء، ونوقف المسيرة التي بدأها اتحاد الكرة· وأنا مثل الجميع أنتظر الكثير من المنتخب واللاعبين الذين لم يحالفهم التوفيق في المباراة، والمدرب أيضاً الذي كان ''عشمنا'' فيه أكبر في أن يكون أكثر جرأة في الملعب وطريقة اللعب، والقراءة الصحيحة للمنتخب الفيتنامي، والوقوف امام تسعين مليون فيتنامي في هانوي، فلا خلاف أن المدرب خيب ظنوننا، لكن هناك جملة أمور أدت للخسارة، ومنها عدم توفيق اللاعبين، وأخطاء الحكم الذي أجمع على أخطائه خبراء التحكيم، فما ذنب ميتسو بإهدار الفرص، وأخطاء الحكم؟!! وشخصياً أتفق مع يوسف السركال في أن الخسارة لاتعني نهاية المطاف، فلم يذهب المنتخب الى فيتنام لإحضار الكأس من ذيله، فالمرحلة التي يمر بها المنتخب ودرجة تحضيراته لا تعينه على تحقيق ذلك الهدف، كما أن كل الأمور واردة في كرة القدم ولا تستعجلوا الأحكام، ولكن نظرتنا إلى الأمام، ونرفعها قليلاً عن أقدامنا· مجرد رأي كل شيء وارد في كرة القدم، والخسارة من فيتنام يجب أن لاتحبط لاعبينا، فخسرنا ثلاث نقاط ولا يزال ضعفها بالملعب، والقتال عليها يمكننا من بلوغ الدور الثاني، وصح لسانك يا إسماعيل مطر عندما قلت: إذا هم اليابان، إحنا الإمارات·