يقظة جمارك دبي، حالت دون تعرض البلاد لواحدة من أكبر عمليات تهريب الأدوية المقلدة في المنطقة، إذ ضبطت أكثر من نصف مليون حبة دواء مقلدة من عقار''بلافيكس''، أظهرت الفحوصات احتواءها على كميات من الإسمنت الأبيض· بحسب ما كشف مدير عام جمارك دبي أحمد بطي في مؤتمره الصحفي الأسبوع الفائت· وقدر قيمة المضبوطات بنحو خمسة ملايين درهم· وقد لفت نظري وجود المسؤول الإقليمي عن الأمن في الشركة المنتجة للعقار الأصلي، الذي يعالج تخثر الدم ويخفف من مخاطر الإصابة بالذبحة القلبية، مما يشير للدور الذي تلعبه أقسام الأمن في الشركات الكبرى، لمحاربة تقليد منتجاتها، ويموت سنوياً ما لايقل عن 200 ألف شخص في العالم بسبب الأدوية والعقاقير المقلدة· وهذا ما يضاعف من مسؤولية الأجهزة الرقابية في المنافذ لضمان عدم وصول منتجات خطيرة كهذه إلى أسواقنا· وقبل أن نستيقظ من صدمة كشف هذه الكمية المهولة من العقار الطبي المزور، ظهرت علينا جمارك دبي بواقعة غريبة، بإحباط مغامرة شاب كيني حاول الهروب من الدولة بأسلوب كاد أن يودي بحياته، عندما عثر عليه مراقب الجمارك بالمنطقة الحرة، وقد وضع في صندوق بضائع معدة للارسال بالطائرة الى أحد البلدان الأفريقية، بعد أن تعاملت شركة الشحن التي أحضرته مع الصندوق، كما تتعامل مع أي طرد عادي!!· فقد كان جواز سفر الشاب الأفريقي محجوزاً على ذمة إحدى القضايا، وحاول الإفلات منها بهذا الأسلوب الغريب· ونحن اذ نحيي يقظة جمارك دبي ندعوها بألا تمر مثل هذا الوقائع دون محاسبة مشددة وعقوبات صارمة، وبالأخص فيما يتعلق بالأدوية والمواد الاستهلاكية، فالذين سولت لهم أنفسهم جلب حبوب تحتوي على مادة الإسمنت الأبيض، لقتل مريض بالقلب يبحث عن علاج، لا يختلفون في مسلكهم عن أي قاتل يستحق أن ينزل به القضاء أقصى العقوبات، وبعض هؤلاء يسيء لسمعة الدولة باستغلال تسهيلات'' الترانزيت''، ويعيد تصديره بضاعته القاتلة على أنها ''إماراتية'' المنشأ·