لم يكن أكثر المتفائلين الفيتناميين يتوقع أن يخسر منتخبنا الوطني مباراته الأولى في نهائيات أمم آسيا أما فيتنام بهدفين نظيفين، وكذلك كل من شاهد الشوط الأول لم يخطر بباله أن تكسب فيتنام الذي ظهرت في هذا الشوط كالمجتهد الباحث عن نجومية ودور، فيما كان منتخبنا الأكثر سيطرة، ولكن وللأسف الشديد كانت سيطرة سلبية جداً نالت من مخزن لياقة لاعبينا، واستنزفت جهدهم، ليفاجئنا الفيتناميون في الشوط الثاني بضربتين موجعتين، وخسارة تاريخية باعتبار أن اللقاء كان الأول على مستوى الفريق الأول بين المنتخبين، لينتهي المسلسل الفيتنامي الذي ظننا أنه سيكون أكثر متعة، ولكنه جاء قاسياً ومراً على لاعبينا أولاً المطالبين بجهد مضاعف فيما تبقى من مشوارهم، وعلى الجماهير المطالبة بأن تضع أعصابها في ثلاجة عالية الجودة وشديدة البرودة لتجاوز آثار الخسارة المرة التي تجرعناها أمس، وكانت مفاجأة حقيقية لأنه كما توقعنا لم يكن المنتخب الفيتنامي بذلك الفريق المنظم، القوي، والمرعب، صاحب الإمكانيات الفنية والفكر الكروي العالي، بل العكس أظهر تواضعاً كبيراً في المباراة، ومتسلحاً باجتهادات شخصية ومحاولات متواضعة نال من خلالها من شباكنا، وكان أكثر ما يميزه الحماس الذي تسلح به ورباطة الجأش، فرغم الضغط الذي شكله منتخبنا وسيطرتنا على مجريات اللعب إلا أنه ظل يحارب، ويقاتل ويدافع ببسالة دون أن يكل أو يمل أو يتسرب اليأس لنفوس لاعبيه الذين ظلوا جنوداً أقوياء حتى الرمق الأخير، فكان لهم الفوز بالنقاط الثلاث التاريخية التي كسبوها· وفي شأن منتخبنا الوطني هناك عدة أسباب قادتنا للخسارة غير المتوقعة والمرة، والتي نالت بعض الشيء من حظوظنا نحو التأهل للدور الثاني من النهائيات، على اعتبار أننا خسرنا من أضعف فرق المجموعة من حيث المنطق، وحسب مستويات وتاريخ الفرق وتصنيفها، وكانت الخسارة بسبب كم الفرص السهلة التي أهدرها منتخبنا في الشوط الأول تحديداً، وبشكل خاص الفرص التي ضاعت من فيصل خليل والتي كانت كفيلة بإجهاض الحلم الفيتنامي والقضاء عليه في أراضيه، ووضع حد لطموحاته التي ضاعفها فوزه الأول، كما لم يحالف التوفيق حسابات ميتسو، كما لم يكن هناك مبرر لتحفظه الدفاعي، وإضعاف نزعته الهجومية في المباراة، واقتصار اللعب بمهاجم واحد، بعد أن شل الفيتناميون حركة إسماعيل مطر كلما اقترب من منطقة جزائهم، محققين نجاحاً كبيراً للعزلة التي فرضوها على فيصل الذي ظل وحيداً، وما زاد الطين بلة عدم توفيقه وإهداره لكم الفرص التي أتيحت له، ولا أعرف سبب الخوف والرهبة التي ظهر عليها ميتسو من المنتخب الفيتنامي المتواضع في أدائه، وحتى عندما أراد تعديل الأوضاع بتغييراته انحصرت في وسط الملعب، وبالتالي لم تسهم بشكل فعال في تفعيل خط الهجوم الذي كان بحاجة لتدخل، ليخرج منتخبنا ومدربه من الامتحان الآسيوي الاول بتقدير متواضع، وكان الله في العون· مجرد رأي مراراتنا لم تقتصر على خسارة الأبيض بل الجار الاحمر فرط في فوز كان في متناول يده، بعد أن نجح العمانيون في تكبيل أرجل ''الكنجارو'' ليجعلوه في حيرة من أمره، موجهين له صفعة قوية في العرس الآسيوي، ليؤكدوا له أنه لن يكون في نزهة·