في خبر طيرته وكالات الأنباء العالمية الثلاثاء الفائت، جاء فيه أن سيدة الإليزيه الجديدة مدام سيسليا ساركوزي، سلمت بطاقة الائتمان الرئاسية التي تمنح لقرينات رؤساء فرنسا، وذلك لإنهاء جدل أثارته الصحافة الفرنسية بأنها تستخدم البطاقة لتسديد نفقات شخصية، ويبدو أن زوجة الرئيس عملت بنصيحة عربية قديمة تقول: ''باب يجيك منه الريح، سده واستريح''، بعد أن استخدمت هذه البطاقة مرتين فقط مقابل وجبتي عشاء إجماليهما لا يتجاوز560 دولاراً، وقررت إعادتها حتى لا تكون هدفاً للهجوم عليها أو على بعلها من قبل وسائل الإعلام، بالرغم من وجود ميزانية سنوية تبلغ 32,5 مليون يورو لتغطية ''أعمال المؤسسة الرئاسية والنفقات الشخصية'' للرئيس الفرنسي الذي يتقاضى راتباً سنوياً قدره81600 يورو· في عالمنا الثالث كل شخص ''مهم'' طالما اقترب من شخص ''أهم''، ذات مرة كنت في صالون حلاقة بأحد فنادق الدرجة الأولى بعاصمة أفريقية ''مهمة''، عندما سمعت زبوناً مسلماً رأسه للحلاق يحدث مستمعيه بإيطالية ركيكة ''انه يدرك مركزه جيداً في الدولة''، وحبست أنفاسي كي لا أتورط بما لا يستحب وسط مقامات رفيعة، فلما انصرف وجاء دوري، لم استطع كبح فضولي، فسألت عنه الحلاق الذي رد هامساً ''بالفعل هو شخص متنفذ ومهم جداً، إنه الطباخ الشخصي للرئيس''· وعندما طرت إلى بلد مجاور لتلك البلاد، لاحظت أن أهم شخصية فيها ''صهر الرئيس'' أي شقيق زوجته، لا تعبر شاردة ولا واردة إلا من خلاله، وبلغ به ''حماسه الوطني'' لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية، أن إبرم اتفاقاً لدفن ''نفايات سامة'' في بلاده!!· وفيما كنت هناك كانوا يرددون ''نكتة'' عن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عندما كان في المكتب البيضاوي، تقول ''النكتة'' إن ابنة كارتر أحبت عريفاً من الحرس الخاص، وفاتحت أباها في الأمر، فاحتار كيف يردم ''الهوة بين عريف وابنة الرئيس''، فقالت له بلا تردد إن أصدقاءك من رؤساء العالم كثر، فاستشر أياً منهم لتعرف كيف يقفز عريف (مثل صمويل دو) للرئاسة، ويصبح مارشالاً، إنه العالم الثالث، وسكانه المغلوبون على أمرهم!·