نحن مجموعة من الطلبة الدارسين في الخارج ضمن بعثات التعليم العالي، يصرف لكل منا راتب شهري قدره 700 يورو فقط· هل من المعقول أن طالبا يدرس في دولة أوروبية غنية وغالية، ويكفيه في الشهر الواحد 700 يورو، من يصدق أن مثل هذا الملبغ قد يكفي الطالب الدارس في إيرلندا أو فرنسا أو لندن إلى نهاية الشهر؟ صدقونا إننا لا نكمل أول أسبوعين، إلا والراتب قد انتهى، وعلينا أن نتدبر أحوالنا في الأسبوعين المقبلين· الدولة تقول إن ميزانية التعليم العالي لا تسد ولا تكفي الطلبة المبتعثين، والمجلس الوطني والمسؤولون يطالبون بزيادة حصة التعليم ومضاعفة الإنفاق عليه وتحسين المنشآت التعليمية وتطويرها، ونحن نطالب بالالتفات إلى الطلبة الدارسين في الخارج، 3000 درهم اليوم لا تكفي طالباً يدرس في كندا أو أي دولة أوروبية أخرى، فمن غير المعقول ونحن دولة والحمد لله مقتدرة وغنية، لا تستطيع أن ترفع رواتب طلبتها المبتعثين من أجل تحصيل العلم، ونفع المجتمع والوطن· تساؤلنا نحن دولة لديها ميزانية كبيرة للسياحة والصناعة والصحة، ولها مساهمات كبيرة في مساعدات الدول الأخرى، ولا تقدر أن تزيد ميزانية رواتب طلابها الدارسين في الخارج؟ ما الفائدة من رقي الصناعة والسياحة ونمو الاقتصاد، وليس هناك مواطنون متعلمون ودارسون في الخارج ومتخرجون بشهادات عالية يفتخر بها الوطن؟! نتمنى أن لا تبخل دولتنا على طلابها الذين تخرجوا بتقدير عال في الثانوية العامة، وضحوا واغتربوا من أجل الشهادة الجامعية ومن أجل تقدم ورقي بلدنا· حالة التذمر من الراتب الشهري لطلاب التعليم العالي، نلقاه من جميع الطلبة ومن مختلف البلدان، خاصة حين تتم المقارنة مع الطلبة الآخرين من بلدان شقيقة وصديقة· نحن لا ننشد البذخ ولا الإسراف، كل ما نريده أن لا نعيش معاناة شهرية، وضيقا ماديا يؤثر على التحصيل والانصراف إلى التدبر والتدبير، والطلب من الأهل المساعدة بالذي يقدرون، وكلنا بلغنا من عمر الرجولة ما يجعل نفوسنا ترفض مد اليد ولو إلى الأهل، كل ما نطالب به كل مرة وننشده في كل إجازة أن تراعي الدولة مستوى المعيشة في البلدان التي ندرس فيها وبشكل عقلاني، وبطريقة معايشة يومية ومعلومة، وألا يكون التقييم من قبل زائر عابر، جاء من أجل ملء البيانات الفارغة والكتابة في الخانات الفاضية، نحن من يأكل الشهر منا كل يوم بيومه، ونحن تضيق بنا ذات اليد في تلك البلاد التي قد لا نعرف فيها أحداً، وإن عرفنا فالحال ليس كمثل البلد والأهل· إن بإمكان الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ومجالس التعليم والجهات الرسمية التي تهتم بابتعاث الدارسين إلى الخارج عمل استبيان للتأكد من هذه المعلومات، والتأكد من حال طلبة الإمارات المبعوثين في الخارج ومعاناتهم اليومية·