الآن نستطيع القول إن كورنيش ابوظبي قد اكتمل، بعد تشغيل أولى الوحدات الصحية العامة على الكورنيش الذي نعتبره الأجمل والأنظف في العالم· وهي بشرى زفتها الشركة المنفذة في صورة إعلان ملون على مساحة صفحة كاملة بصحف أمس الأول· وعلمنا من الاعلان ذاته ان الشركة، وهي متخصصة في مجال الدعاية والاعلانات والعلاقات العامة، وفي اطار شراكتها الاستراتيجية مع بلدية ابوظبي، قامت بتمويل وتوريد وتركيب 60 وحدة صحية، يعني بالشعبي (تكرمون) حمامات· وقد وقع الاختيار على موقعين هامين - بحسب الإعلان - في شارع السلام وكورنيش أبوظبي كأولى المواقع التشغيلية· وطبعا من تجربتنا ما دام الأمر فيه شركة يعني ''بيزات''، وخدمات راقية ومتطورة بهذه ''الوحدات'' التي تردد أن الواحد لو تأخر فيها ينفتح الباب ''اوتوماتيكيا''· ومع هذه الخطوة الحضارية والجمالية يبرز التساؤل الكبير عن التخطيط في بلدية ابوظبي، التي صرفت المليارات على تنفيذ تجميل الكورنيش، ولم تضع في حسابها أبسط احتياجات الانسان وخصوصا الطفل الصغير الذي يرتع هناك، عندما يريد قضاء حاجته، وهل كان الأمر يستغرق كل هذا الوقت بين إكمال لوحة رائعة الجمال كالكورنيش وانطلاق المرحلة التشغيلية الاولى للوحدات الصحية على يد الشركة الممولة والمنفذة؟!· في المناطق السكنية الجديدة خارج جزيرة ابوظبي، توجد منغصات كتلك التي عاني منها الكورنيش الجميل من نواقص، وعلى غرار الوحدات الصحية، حبذا لو أوجدت لنا بلدية ابوظبي شركة تنفذ ''سوبر ماركت'' ومحال تجارية متحركة، و''عيادات'' تسير على عجل، وغيرها من المناطق الجديدة التي اصبحت مأهولة بالبشر من دون خدمات اساسية· وقد شاهدت في بعض البلدات الهولندية الصغيرة سيارات ''الميني سوبرماركت'' تجوب الأحياء هناك لخدمة الأهالي، وهي فكرة قد تخفف من معاناة سكان تلك المناطق الجديدة، ريثما تحن عليهم البلدية وترسي عقود تشغيل المراكز التي ستقيمها هناك، طالما نعيش ''الخصخصة'' في أوسع صورها· وقديما قال الشاعر: ولم أرَ في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام