عندما انطلقت ''أبوظبي الرياضية'' يوم 14 فبراير عام 1997 كانت القناة الأقوى تأثيراً بين كل القنوات الرياضية العربية، وكسبت قاعدة جماهيرية عريضة تجاوزت الحدود المحلية، وزاد من شعبيتها فوزها بالحقوق الحصرية لنقل مباريات الدوري الإيطالي في منطقة الشرق الأوسط لمدة ست سنوات كاملة· وبرغم تلك البداية القوية التي عززتها نخبة من ألمع المذيعين والمحللين والمعلقين، إلا أن القناة سجلت تراجعاً كبيراً بعد ذلك، إلى أن أصبحت في الآونة الأخيرة وكأنها تستعد لمرحلة الغروب والاختفاء عن الساحة، بدليل الاستغناء عن عدد كبير من كوادرها، والاكتفاء بنقل المسابقات المحلية، لتصدق عليها مقولة: ''أقوى بداية·· وأسوأ نهاية'' حتى إن شعوراً تولد لدى الكثيرين بأن القناة ماتت إكلينيكياً· ومن يتابع التطورات الحالية يستشعر أن هناك رغبة حثيثة في إعادة القناة إلى سابق عهدها، ولعل الخطوة الأولى في ذلك الاتجاه تتمثل في عودة الزميل محمد نجيب للقناة مرة أخرى، والكل يدرك مغزى هذه العودة، لاسيما أنها ترتبط بشخصية إعلامية مؤثرة وقادرة على إثراء القناة إعداداً وتقديماً، وسواء اختلفت معه أواتفقت فإنه يبقى إعلامياً من الوزن الثقيل· وبرغم ذلك فإن الأمر يتطلب الكثير إذا أردنا أن تستعيد ''أبوظبي الرياضية'' عافيتها وأن تكون بمثابة الرئة الثانية التي تتنفس بها رياضة الإمارات مع شقيقتها ''دبي الرياضية''، وإن كان من الخطأ الاعتقاد بأن ''العودة القوية'' يمكن أن تتحقق بين يوم وليلة، وإلا نصبح كمن يطلب من مريض غادر لتوه غرفة الانعاش أن ينافس كارل لويس في سباق 100م· ولاشك أن دعم القناة بالكوادر المناسبة يبقى خطوة أولى، فضلاً عن السعي لشراء حقوق بث بعض البطولات الحصرية بما يعزز قيمة الخدمة التي يمكن أن تقدمها القناة لمشاهديها حتى لو اقتضى الأمر تشفيرها- مستقبلاً- ولكن باشتراكات زهيدة، على طريقة ''الجزيرة الرياضية'' التي تبلغ قيمة الاشتراك فيها سنوياً ما يعادل مائة درهم فقط· والأهم من كل ذلك أن تكون لدى الجميع قناعة كاملة بأن الخدمة الإعلامية المتميزة مكلفة للغاية في عصر السماوات المفتوحة الذي يؤمن إيماناً راسخاً بأن ''البقاء للأقوى''، والأقوى هنا يعني الأكثر قدرة مادية، والأقدر على تقديم الأفكار والرؤى التي من شأنها أن تجتذب المشاهد الذي يمكن أن يتحول عنك لأي قناة أخرى بـ''كبسة زر''على الريموت كونترول· ولابد أن ندرك دائماً أن ''النوايا الطيبة'' لا تكفي لصناعة إعلام متميز قادر على المنافسة· ''ليلة روبينيو'' حفظت ماء وجه السامبا وقادت منتخب البرازيل للفوز على شيلي بثلاثية أنعشت آمال فرقة دونجا، بعد مأزق البداية أمام المكسيك· ويبقى السؤال·· إلى أي مدى يمكن لـ''اليد البرازيلية الواحدة'' أن تصفق·· في كوبا أميركا·