اعلن مسؤول حركة ''فتح'' في مخيم عين الحلوة العقيد منير المقدح ان قوة امنية فلسطينية ستنتشر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة في مخيم نهر البارد· وقال المقدح ''تم الاتفاق على تشكيلة 90% من القوة التي ستتألف من 300 عنصر'' والتي ستبدأ تنفيذ مهامها خلال 24 ساعة في نهر البارد· ورفض متحدث عسكري لبناني التعليق على هذا الموضوع الذي يحتاج تنفيذه حكما لموافقة الجيش اللبناني· واوضح المقدح ان مهمة القوة تقضي بضبط الوضع الامني في كامل نهر البارد بشكل يرضي اللبنانيين والفلسطينيين ويحفظ للجيش كرامته· وعن مصير عناصر ''فتح الاسلام''، قال ان هناك آلية ستستكمل خلال الساعات القادمة وقد قدمت الى الجيش والجهات المعنية لاعطاء الراي فيها· واشار الى ان القسم الاكبر من القوة سيكون مصدره مخيم عين الحلوة، مضيفا ان اتصالات تجري مع الفصائل الفلسطينية كلها بهدف مشاركتها في القوة الامنية· ويثير مصير المدنيين الفلسطينيين الذين لا يزالون في مخيم نهر البارد ولا يتجاوز عددهم الالف شخص قلقا متزايدا لدى المنظمات الانسانية· وقالت مندوبة اللجنة الدولية للصليب الاحمر فيرجينيا دي لا جارديا ''الوضع الانساني يزداد سوءا يوما بعد يوم''، مشيرة الى ان المخيم يعاني من انقطاع في التيار الكهربائي والمياه منذ بدء المعارك في العشرين من مايو· وكان عدد سكان المخيم قبل بدء المعارك حوالى 31 الفا، وقد نزحوا هربا من المعارك على دفعات ولجأ القسم الاكبر منهم الى مخيم البداوي القريب· وقالت مندوبة الصليب الاحمر ''يستحيل اعطاء ارقام دقيقة''، مشيرة الى عدم ادخال مواد غذائية الى المخيم منذ العشرين من يونيو· وقال فادي بدر ابو مصطفى، العضو في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من داخل المخيم في اتصال مع وكالة ''فرانس برس''، ان الوضع الانساني ''اصبح لا يطاق''· وتابع ''اننا نقنن في استخدام الماء والغذاء المتبقي لنا· لم نحصل على مواد غذائية منذ 15 يوما· الوضع الصحي سيئ للغاية، ورائحة الموت منتشرة في كل مكان· هناك جثث تحت الركام وحيوانات نافقة في الشوارع''· واكدت مندوبة الصليب الاحمر هذا الوضع، مشيرة الى ان سيارات الهلال الاحمر الفلسطيني لا يمكن ان تتقدم اكثر من كيلومتر واحد داخل المخيم· وقال ابو مصطفى ان المدنيين في نهر البارد عرفوا بالحوادث التي وقعت الجمعة في مخيم البداوي والتي تسببت بمقتل شخصين· واضاف ''الناس هنا يشعرون بالغضب''· وتقدمت قيادة الجيش اللبناني بالتعازي الى الفلسطينيين وذوي قتيلي البداوي· وجاء في بيان صدر عنها امس ان قيادة الجيش تؤكد تمسكها بحسن العلاقة مع الاخوة الفلسطينيين والسهر على امنهم وسلامتهم، معتبرة انهما مثل الشهداء من العسكريين الذين وقعوا ضحايا الحالة الارهابية· وعاهد الجيش اهل نهر البارد ان عودتهم الى المخيم مضمونة، وسرعتها انما هي مرتبطة بما يبديه عناصر ''فتح الاسلام'' من حسن نية، والاسراع في تسليم انفسهم للجيش قبل فوات الاوان· وسجلت امس اشتباكات متقطعة في مخيم نهر البارد استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة، وازدادت لبعض الوقت خلال فترة الظهر· وقال متحدث عسكري ان عدد عناصر ''فتح الاسلام'' في المخيم لم يعد يتجاوز بضع عشرات· واضاف ''ستتوقف المعارك عندما يستسلم الارهابيون''·