تشهد الساحة الثقافية في الإمارات هذا العام نشاطا ظاهرا للعيان، وفي الفترة التي تعودنا فيها أنها مساحة للهدوء والتوقف عن الأنشطة عامة، حيث ان العوامل الخارجية من حرارة شديدة ورطوبة عالية بالاضافة الى فترة الاجازات السنوية لعموم الناس، والتي تخرج في السابق خارج منطقة الخليج العربي والبحث عن مناطق أكثر اعتدالاً في درجات الحرارة والى التجديد والاسترخاء من فترة عمل طويلة والبعد عن جو الخليج الذي كان سابقاً غير مشجع على قيام اي نشاط، سواء ثقافي أو ترفيهي أو رياضي أو اجتماعي· ولكن هذه الصورة والظاهرة المرتبطة بالطقس والعوامل الخارجية قد تبدلت وتغيرت الظروف تماماً وأصبحت الإمارات على وجه الخصوص شيئا آخر لا يصدق، بعد ان تمت هزيمة العامل الخارجي من رطوبة وحرارة شديدة في بعض المدن وذلك بإقامة الصروح الكبيرة من أسواق ومراكز في غاية الجمال والرقة وتحويل الجو غير المناسب لأي نشاط الى شيء مختلف بل أكثر مناسبة للأنشطة الصيفية، حيث السينما والمسارح والمسابح وظاهرة التسوق الصيفي التي تشجع كثيراً من الناس ان تكون اجازاتهم الصيفية في الإمارات ممتعة عكس السنين الماضية، والتي يتحول فيها الصيف هنا الى جهنم ومنطقة طاردة لذلك ظهرت الكثير من الافكار التنشيطية الثقافية والتي تشتغل عليها بعض المؤسسات الحكومية أو ذات الاشراف أو التابعية الحكومية وان كان الغرض الأكبر من هذه الأنشطة هو العامل الاقتصادي والربحي، ولكن لا بأس ان تستفيد الناس من الجانب الثقافي، خاصة بعض الأنشطة التي يتم طرحها هنا أو هناك من هذه المؤسسات وأهمها تفعيل بعض الأنشطة المسرحية التي طرحت في هذا الصيف ومرور هذه المسرحيات بالإمارات والمدن وهي بلا شك نشاط جميل ومشجع على الاهتمام بهذا الفن الرفيع والمسرح أبو الفنون لاتهم المستوى أو المضمون اذا لم يهبط الى الاسفاف حيث بعث المسرح وفنه وسط الناس واستغلال فترة الصيف فيما يفيد وينشر الوعي الثقافي هو الأهم كما ان ظاهرة المعارض الفنية التي تطرح برامجها وتفتح أبوابها في الصيف أمام الزوار ومحبي الفنون الجميلة أيضاً صورة حضارية للإمارات، وهو عمل مهم في إثراء الذائقة الفنية عند الناس، وحتى الأنشطة الصغيرة التي تطرح للناشئة والأطفال في الصيف هي أبواب مهمة لتعويد الصغار والأهالي على ان الإمارات يمكن ان تكون وجهة ومساحة للزيارة والترفيه وتفعيل الجوانب المشجعة على الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية كل هذه البرامج مجتمعة تجعلنا نطمئن على ان الاشتغال على برامج أكثر جدية وبكوادر مدربة وواعية لتأثير البرامج الثقافية الجادة حيث يمكن ان تنفذ مستقبلاً في هذه الفترة التي كانت تعتبر من الفترات الميتة عند المشتغلين بالثقافة وفي المؤسسات الثقافية خاصة في بعض المناشط التي يمكن الاشتغال عليها في المراكز والاسواق الحديثة التي تتوفر فيها القاعات والمسارح ودور السينما حيث يمكن عمل الدورات الثقافية التنشيطية النوعية، وايضاً يمكن تقديم الأعمال الموسيقية العالمية وجلب بعض الفرق ذات الصيت الرفيع من بعض الدول العربية غير العربية وكذلك عرض بعض الأفلام المهمة ذات الطابع الفني الرفيع والمعتمدة على الروايات العالمية وذات المضامين الإنسانية والمعرفية والتاريخية، وكذلك المسرح سواء المحلي أو الخارجي أو العربي، بالاضافة الى المعارض الفنية أو زيارات وعروض لوحات للفنانين التشكيليين، وايضاً عرض مقتنيات بعض المتاحف العالمية المشهورة التي يمكن طوافها على مختلف المدن في الإمارات ان نحقق ذلك يمكن ان نجعل صيف الإمارات أكثر اشراقاً وأجمل إبداعاً وأكثر فائدة للناس وصيفا ثقافيا بحق· moc.liamtoh@karabuM_mihabI