رغم الخسارة من المنتخب السعودي بهدفين في التجربة الودية الثانية للمنتخب استعداداً لخوض نهائيات أمم آسيا لانملك إلا أن نشكر الفرنسي ميتسو، وبلغته الأم أقول له: ''مغسي بكو ميسيو ميتسو''، ليس على الخسارة بالطبع، ولا من باب الشماتة، أوالاستهتار به، إنما للثقة والجرعة المعنوية التي يسعى دائماً لشحنها للاعبينا في كل الظروف، والأوقات، ولعل تصريحه بعد مباراة السعودية فيه الكثير من المعاني والمكاسب التي من شأنها إعادة الثقة للاعبينا، والعمل على تجاوز آثار الخسارة وإن كانت ودية· فالمدرب يؤكد من يوم لآخر أنه بالفعل طبيب نفسي متمرس، كما هو مدير فني ومدرب محنك بالمستطيل الأخضر، فمن الأهمية أن تشعر اللاعبين دائماً بأنهم محل ثقة، والوقوف الى جانبهم والتخفيف عنهم في الظروف السيئة وأعني الخسائر، فلقاء مثل لقاء السعودية بالتأكيد يمثل محطة مهمة للمنتخب ولمدربه، وأبداً لم تسقط النتيجة من حساباته، لكنها لم تكن في مقدمة تلك الحسابات ولم تتصدر الأولويات في تلك المباراة الودية، ولكن الظروف لم تخدمنا، وجاءت الرياح بما لا تشتهي سفننا، من حيث النتيجة، ولكن من حيث المكاسب فلا شك أنها كانت مفيدة بغض النظر عن الخسارة، وإن كنا لم نكن نتمناها، كي يستمر علو كعب منتخبنا في لقاءاته الأخيرة مع شقيقه السعودي· ومن جملة المكاسب ذلك الناشئ أحمد دادا خريج مدرسة بيت العكنبوت الجزراوي، الذي قدم للمنتخب العديد من الوجوه، ولكن أحدثها وأكثرها مهارة، هذا الفتى الصغير بعمره، الكبير بعطائه وأدائه بالمستطيل الأخضر، فبفضل أدائه الراقي كان دادا حديث المجالس والناس والجماهير، وقد كان تألقه الذي يعتبر من المكاسب الحقيقية في المباراة أنسانا- أو خفف علينا- وقع الخسارة بالهدفين، فالخسارة من الجار مؤلمة جداً، لكننا تجرعناها عنوة، وفرحنا بولادة أحد النجوم والمكاسب التي سيكون لها شأن مع الأبيض وكرة الإمارات في المستقبل، وهو من المكاسب الأكثر أهمية من أي شيء آخر· أما في شأن الخسارة فتشخيص واعتراف المدرب صاحب الشعر الطويل بالأخطاء التي أدت للخسارة هي أولى خطوات إصلاح الخلل الذي رافق أداء المنتخب، وتسبب في الخسارة والهدفين الرأسيين اللذين سجلهما المنتخب السعودي في مرمى منتخبنا، لتتحقق الفائدة الحقيقة من المباريات الودية· مجرد رأي رغم الخسارة، والهدفين، إلا أنه ثمة تفاؤل ينتابني، وأشعر به لما سيقدمه المنتخب في نهائيات أمم آسيا، والمهم أن يشعر الجميع بنفس الشعور، ويتسلح اللاعبون بالعزيمة والإصرار، ويواصل ميتسو جرعاته الفنية والمعنوية التي من شأنها تعويض الكثير من الفوارق، وكسب روح جديدة تكون سلاح الأبيض في قيتنام· محمد عيسى