بدخولنا اليوم الخامس والعشرين من شهر يوليو، تكون قد تبقت خمسة أيام فقط على الثورة والقرار والمرتقب الخاص بالسماح للاعبين ممن هم فوق الثلاثة والعشرين عاماً- غير المرتبطين مع أنديتهم بعقود احترافية- بالانتقال لأي ناد آخر دون الحاجة لموافقة أنديتهم، وهو القرار صاحب الشقين من ردة الفعل· فبالنسبة للاعبين هو الفرج المنتظر، وطوق النجاة الذي سيحررهم، ويفك قيودهم من الأندية واللوائح القديمة التي عانوا منها الأمرين، وأجبرتهم عنوة على الرضوخ للأمر الواقع بكل مرارته، فيما كانت الهجرة والهروب سبيل الفئة التي أرادت التمرد على الواقع واللوائح، وحاولت بشتى الطرق كسر هذه القيود، رافعة شعار ''من له حيلة فليحتل''، فنجح البعض في محاولاته، فيما كتب الفشل للبعض الآخر، وعاد بعد لفة كبيرة لمربط الفرس ولقيود الأندية التي هرب منها، وهاجر وتغرب متمرداً، ولكن لسوء حظه لم يكتب له النحاح، ولم يحالفه التوفيق، فـ''الدنيا توافيج''· وكثيرون من اللاعبين ينتظرون الأول من يوليو المقبل بفارغ الصبر، للتعبير عن كبت السنين، ''فش الخلق'' كما يقول الإخوة اللبنانيون، وقد تكون ''فش الخلق'' هذه قاسية، ومؤلمة لكنهم يرونها حتمية، والمنفذ المتبقي للتحرر من قيود اللوائح، ولا أقول الأندية، فالأندية تعمل وفق لوائح اتحاد الكرة، وقوانين وتشريعات سنتها الجهة المسؤولة عن تنظيم قطاع الرياضة بالدولة، ولكن ما يحدث أن الأندية تتمسك بحقوقها التي تضمنها لهم هذه اللوائح، ومن غير المنطق أن نتهم من يتمسك بحقه أنه مستعبد أوظالم· وكثثير من اللاعبين حالياً يكبتون غيظاً في نفوسهم ويحالون مسايرة مجالس إدارتهم لحين انتهاء الشهر الحالي، ففي الوقت الذي يسعون فيه لبث الطمأنينة والسكينة في نفوسهم، يقوم هؤلاء اللاعبون بالبحث والتحري من خلف ظهورهم على العروض المقدمة لهم، ولا تخلو العملية من التفاوض مع الأندية الراغبة في الاستفــادة من خدمــاتهم، منتــظرين فقــط الاول من يوليو· في المقابل، ترى الأندية أن الأول من يوليو المقبل كالإعصار المرتقب الذي سيقتلع منهم زرع السنين، والأخضر واليابس، ويجلسهم على بساط الفقر، لمن فقد دبلوماسية التعامل مع الواقع وإن كان مراً، فالأندية ترى في القرار إجحافاً بحقها، خاصة أصحاب الإمكانيات المادية المتواضعة أوالمعدومة، ممن لايصل لحافهم حتى لأرجلهم، وهي الفئة المتضررة من القرار المرتقب، خاصة بعد أن فشلت كل محاولاتهم لاحتواء الأزمة، وتأمين أنفسهــم بإجراءات وقائية فقدوا مقوماتها، فالأزمة بحاجة لأموال وعقود تضمن حقوقهم، ولما غابت المادة فكيف تنتظر الأندية ''المفلسة'' بقاء لاعبيها؟!! مجرد رأي الانتقال والعقود حقان مشروعان للاعبين، ولكن العملية بحاجة لدرجة من الشفافية التي لم يعتدها البعض، ودرجة من الوعي، والتنسيق بين الأطراف الثلاثــة، وهي اللاعــب وناديــه والنادي الراغب في التعاقد معه، حتى لاتصبح العملية مثل ''الليلام'' كل لاعب يحمل سجله وأوراقه الثبوتيــة ويبــحث بين الأندية على من يدفع أكثر، ومن أين يحصل على العرض الأكثر إغراءً، ليسد به رمق السنين، ويعوض فقر الأيام الخوالي·