كان ذلك منذ أمد بعيد، عندما احتجنا لخدمات العلاج الطبيعي لأحد أجدادي-رحمه الله- في دار المسنين بأبوظبي ، قبل سنوات طويلة على ظهور هيئة الصحة التي جعلت منه مركزا للتأهيل الطبي ، خلال ترددي على المكان وقتها، كنت اسمع قصصا مهولة عن حالات لعقوق الوالدين، وبعد كل زيارة أخرج منقبض الصدر، ولم نكد نصدق انتهاء البرنامج العلاجي حتى عدنا بشيبتنا ـ عليه رحمة الله ـ إلى دارته في بني ياس· ذكرني بالمركز اتصالات قارئ يطلب ألا تغفل وسائل الإعلام الإشارة - بين الفينة والأخرى- إلى بر الوالدين، في زمن يعتري الوهن فيه القيم والعلاقات الاجتماعية، ورغم عدم إيراده حوادث معينة، إلا أنه يصر في كل اتصال على إبراز الأمر الذي يرى بعض شواهده، مشددا على أهميته في مجتمع شهد ويشهد تحولات متلاحقة لا قبل له بها· ونحمد الله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، و أوصى بالوالدين خيرا، وجعل رضاءهما من رضى خالق السموات والأرض ، ووضع الجنة ''تحت أقدام الأمهات''، وهذا لا يعني عدم تذكير أجيال اليوم بهذه القيم الأصيلة، وتشجيعهم على إفشائها وترسيخها، وأن تكون للدولة مواقف حازمة من العاقين· وقد ذّكرت القارئ الكريم بإحدى المبادرات الإنسانية لأم الإمارات-أطال الله عمرها- سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من خلال تأسيس جائزة فريدة من نوعها ، تحمل اسم سموها خاصة بالبر والبارين· وقد أرجع الرجل أي بوادر عقوق أن جرت للمدرسة، وما وصل إليه حال التعليم من تدهور، وتبعه من مظاهر الردود الفجة للطلاب على معلميهم، وتصل في بعض الحالات إلى الاعتداء الجسدي على المدرس صاحب الرسالة السامية في المجتمع· كما ذكرته بالحزم والمتابعة التي أولاها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية لإحدى حالات العقوق الصارخة في مدينة العين أبريل الماضي، ولا زلنا ولله الحمد والمنة بخير· ويا مشايخنا الأفاضل، ذكروا واعيدوا للإفادة، ونسأل الله الهداية للجميع·