المثل عندنا يقول ''اللي في إيده قلم، ما يكتب عمره شقي'' ولأن المسألة وصلت كما كانت العرب والعامة عندنا تقول:''وصلت الحلقة البطان'' وصار الدق مش في الاسم ولكن في الالتزام الذي أحب ما يكون عندي، سواء بالقول أو الفعل، وصار الدق في المصداقية والصدق، وهذا جزء من ثوابت أحب أن أحافظ عليها طوال الحياة، وصارت المعضلة في السمعة، وهي الوحيدة التي نملك بعد سندات تشيز منهاتن، وأسهم شركة إنتاج جلود كندية، وشركة أوفشور في بيليز· الحكاية ببساطة بدأت بعد فوز المنتخب بكأس الخليج، ولأنني لا أملك غير القلم، فقد سخرته للتسخين قبل المباريات، وللتشجيع أثناء المباريات، وللتهنئة والاحتفاء بالنصر بعد المباراة· وبعيد المباراة النهائية التي شاهدتها في القاهرة، وفي مكتب أحد الأصدقاء، وعلى شاشة بلازما متحركة، وأخرى ثابتة، حتى أنه لم يقصر يومها في إحضار النقولات والحلويات حتى الأركيلة صعدت إلى ذلك المكتب الزجاجي بلونه الجلدي الأحمر والرصاصي، كله لأجل أن نفرح بالفوز بالكأس التي تخلت وتأخرت كثيراً· في اليوم الثاني، كثير من الأصدقاء اتصلوا يهنئون، فاعتبرتها مسألة عادية، وفي نهاية كل مكالمة يباركون بالتبرع للمنتخب، ويشكرونني على المبلغ السخي، ولما تكررت مكالمات الأصدقاء، وأنا الذي كنت أعتذر لهم عن السلف والتسليف، بحجة أن اليد لا تقدر أن تحمل قلماً ومالاً -هذا غير أن يدي مثقوبة لا يستقر فيها شيء- لكنني سمعت همزهم ولمزهم، وأنني أدعي التعفف ولا أشكو من الإملاق، ثم اتصلت سهيلة وقالت:'' أشوف ظهر الرَبّي··وين كنت دافن فلوسك، حق المنتخب شيء فلوس، وإلا أنا وأمي ما شيء غير البهو·· يوم بترد من مصر بيكون لنا كلام غير، ما يندرا بك شو تسوي في مصر، جان ما ماخذ بيت هناك، ومسكّن نبوية فيه''· أسقط في يدي وقلت إن المسألة لا تحتمل إلا أمرين: - إما أن الشيخ عبد الله أراد أن يورطني في المسألة وسيحلها بطريقته· - وإما أن هناك شخصا آخر، تتشابه فيها الأسماء، لي أنا الصيت وله هو الغنى· بالنسبة للاحتمال الأول وخلال محادثات ومكالمات مع الشيخ عبد الله، لم يذكر لي الموضوع من بعيد أو من قريب، ولو بطريقة أسئلته التي تشبه الرصاصة، والمكونة من كلمتين فقط، فسكت عن الموضوع، وقلت الشيخ عبد الله لن يصبر على مقلب عمله طويلاً· بقي الاحتمال الثاني، هذا الذي مرة تظهر لي ناقة سبوق في الركض والريس، ومرة إن لم تأخذ ناقتي الناموس، ظهرت لها بيعة في المزاينة ''بذيك الحجية'' وتهل التبريكات والتهاني من الذي أعرفه ولا أعرفه، فأضحك وأقول:'' صوت غنى ولا صوت فقر، أحين ما عندي كراج حق سيارتي·· والناس تهنيني على عزب البوش اللي عندي''· مرة في سباقات الفورمولا، سيارة فائزة باسمي، ليست المشكلة في تلقي التهاني والضحكة السيراميكية، وأن الإنسان يخلي نفسه فاهم، ويكتفي بهز الرأس، وترديد إن شاء الله في السباق القادم، كانت المشكلة والخوف أن يظهر لك واحد من المواطنين المغيظين اللي عليهم أقساط سيارات، وسلفة من البنك، ويقصون عليه ثلاثة آلاف درهم لهيئة قروض الإسكان، وبيته ما كمل، والمقاول يستاديه، ويقولك في ساعة ضجره تلك: شو الفرق بين الفورمولا 1 والفورمولا 2 ، فلا تعرف إجابة، وتقول هي ورطة ويكفي، هذا غير فوزي الدائم في إذاعات الـ''إف·إم'' وحضوري اجتماعات رابطة المشجعين لتقرير كم من طبل تحتاج الرابطة، كان لتشابه اسمي الذي يعرفه الناس مع اسماء آخرين، مصدر قلق أحياناً، وأحياناً تضيع ما تجرّه الأسماء من دم بين القبائل· مرة جاء فريق باكستاني للعب الكريكيت، وإذا باسمي ضمن الفريق المنافس للفريق الباكستاني، فقلت:''عز الله·· ما سوينا خير·· أحين ما لقيتو تحطوني إلا ضد الفريق الباكستاني، وفي لعبة ما نعرفها، والباكستانيون ما يعرفون غيرها··اسمينا إلا بنظهر بسواد الويه·· لو بعده مسطاع، كنا دبّرنا عمارنا''·وتكرر الأمر، وتشابه الاسم مع اسمي، مرة في أسهم صروح، ومرة في الدار، ومرة في الدانة غاز، وما أحد مصدق من ربعي، وكلهم يهز رأسه:'' زين قولنا نحن ربعك·· ما بنحسدك''· حاولت أن أخليها ماشية عليهم، لكن يترتب على حالة الغنى ضرائب ومكوس وعلاوات اجتماعية، تبقى تسددها طوال الشهر، فإن وضعت بقشيشا 20 درهماً لجرسون المطعم، طالعوك بعيون غاضبة، ونظروا للفاتورة، فتظل يدك مترددة بين البوك والفاتورة، وهو أمر سيجعلك تضع عشرين درهماً أخرى، فقط لكي يتنفس أصدقاؤك الصعداء، وأنت تقاسي الصاهر عقب ذاك الأكل·· وغداً نكمل·· المسألة بعدها··