ظلت العلاقة بين الأندية ولاعبيها غير متوازنة منذ إشهار اتحاد كرة القدم، وحتى الآن، فالنادي له كل الحقوق، أما اللاعب فلا يملك سوى السمع والطاعة دون أن تكون له حرية تحديد مصيره ومستقبله بما في ذلك اللعب لأي نادٍ آخر· ولأن العالم يتحرك من حولنا فلابد أن نكون جزءاً لا يتجزأ من هذه المنظومة التي تسعى جاهدة إلى خلق علاقة متوازنة تحفظ حقوق الطرفين، النادي واللاعب، دون أن يجور أحدهما على الآخر· وطوال سنوات عديدة كان اللاعب هو ''الحلقة الأضعف''، دون أن يبادر أحد الى إنصافه أو تصحيح العلاقة بينه وبين ناديه· وجاء إصرار الاتحاد الدولي ''الفيفا'' على تطبيق لوائحه الدولية فيما يتعلق بالانتقالات المحلية، ليضع حداً لسنوات المعاناة التي عاشها عدد كبير من اللاعبين في أنديتنا، وكم من النجوم ضاعت عليهم فرصة اللعب لأندية أخرى يبرزون من خلالها مواهبهم ويؤمنون مستقبلهم، ويفيدون أنديتهم بملايين الدراهم وينالون فرصة اللعب للمنتخب· وبرغم أن الكل كان يدرك أن ''إعصار الفيفا'' قادم لا ريب فيه، إلا أن بعض الأندية لم يبادر إلى تصحيح أوضاعه بتوقيع عقود تحدد حقوق وواجبات لاعبيه، وكانت النتيجة أن تلك الأندية وجدت نفسها وجهاً لوجه مع إعصار لم تحسب حسابه ولم تهيئ نفسها لمواجهته، فتضاعفت الخسائر وتعددت الضحايا· ولابد أن نتفق على أن تطبيق اللوائح الدولية يخلق ''سوقاً رائجة'' للاعبين، ويفرض على الأندية ''المتضررة'' أن تصحح أوضاعها وتستوعب المستجدات التي يطبقها كل العالم، وأن تغير مفاهيمها في التعامل مع لاعبيها، وإذا كانت قد دفعت فاتورة تأخرها في إبرام عقود واضحة المعالم مع لاعبيها، فلابد أن تخطط من الآن لاستثمار الصفقات مستقبلاً بإعداد قاعدة قوية، وإبرام صفقات موازية مع بعض اللاعبين في الأندية الأخرى، بأسعار أقل، فالأندية الكبيرة سيكون لديها فائض من اللاعبين يمكن التفاوض معهم، استثماراً لمحدودية الفرص المتاحة أمامهم للعب ضمن تشكيلة فرق الصف الأول في كرة الإمارات· لقد انتهى زمن ''التهديد والوعيد'' بسحب البيوت من اللاعبين، وإلحاق الضرر بهم في وظائفهم، ولا مناص من التجاوب والتفاعل مع اللوائح الدولية التي وضعتنا أمام واقع جديد اعتباراً من الأول من يوليو المقبل· الأخ علي صالح الحرش رئيس مجلس إدارة نادي الرمس هدد باتخاذ قرار جماعي إذا لم تجد أندية الدرجة الثانية مخرجاً لهذا المأزق· واسمحوا لي أن أوجه سؤالاً بريئاً: موقف جماعي·· ضد من؟! احتفلت أسرة ''الاتحاد الرياضي'' أول أمس بوداع الزميلين أكرم يوسف ورأفت الشيخ لعودتهما النهائية لـ ''قاهرة المعز'' لأسباب تتعلق بعدم موافقة مؤسسة ''الأهرام'' على تجديد إجازتيهما· وطوال سبع سنوات كان الزميل أكرم يوسف نموذجاً يحتذى به خلقاً وعملاً حيث كان أداؤه مميزاً دائماً مما قاده إلى منصات التتويج بفوزه بجائزة الصحافة العربية، كما كانت له إسهامات مشهودة في دعم مسيرة ''الاتحاد الرياضي'' ويكفي كتابه الشهير ''لعبة الشعوب'' بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتقديراً من جوزيف بلاتر لهذه الفكرة فقد وافق على أن يكتب مقدمة الكتاب الذي يعد من أهم وثائق كرة القدم في العالم، ناهيك عن تميز الزميل أكرم في تغطية كل المهمات التي قام بها، خاصة في كأس العالم 2006 وكذلك من خلال الحوار الذي أجراه مع الألماني بريجل مدرب البحرين الأسبق الذي تناقلته 50 صحيفة حول العالم بعد أن كشف بريجل ملابسات المباراة الشهيرة بين ألمانيا والنمسا في نهائيات مونديال 1982 والتي دفع المنتخب الجزائري الشقيق فاتورتها كاملة· أما الزميل رأفت الشيخ فكان عطاؤه بلا حدود من خلال عمله في العين أو دبي وامتاز بأسلوبه الرشيق وبأفكاره ومبادراته الصحفية، وبجهده الوافر لتعزيز نجاحات ''الاتحاد الرياضي'' ومن حقه أن يفخر بأنه لم ينه مهمته في دولة الإمارات إلا بعد الفوز بـ ''الثنائية'' مع الفريق الوصلاوي الذي كان يغطي نشاطه طوال الموسم· مع كل أمنيات التوفيق والنجاح للزميلين العزيزين·