بدأ العد التنازلي لتطبيق نظام ''سالك'' للتعرفة المرورية عبر بوابتي القرهود والبرشاء في دبي، ويقال إن هذا مقدمة لتعميم الفكرة على مناطق أخرى في الإمارة التي ضربت الرقم القياسي في أشياء كثيرة، بما في ذلك الازدحام المروري· وقبل أن يبدأ تطبيق ''سالك'' ارتفعت الأصوات ليس من الجمهور أو العامة، ولكن من أولي الاختصاص، وفي مقدمتهم مسؤولو المرور الذين حذروا من ان يكون ''سالك'' غير ''سالك''، لأسباب يرونها من زاويتهم، وهي عدم وجود بدائل كافية لامتصاص الازدحام الإضافي الذي سينجم على قيام شرائح كبيرة من السائقين بتفادي هاتين البوابتين والاتجاه الى طرق أخرى· وأولهم الذين يستقلون سيارت الأجرة، وقد أعلنت الشركات التي تتبعها أن سائقيها سوف يخّيرون الراكب إذا كان يريد سلوك طريق ''سالك'' فيتحمل الأربعة دراهم الإضافية، أم طريق غير ''سالك'' بما سيسفر عنه العداد!· أما الأمر الأهم الذي يعني العامة، فيتعلق بما ظهر من جانب شركات الشحن والنقل البري، التي مجرد أن سمعت بقرب تطبيق نظام التعرفة المرورية، حتى سارعت وكشرت عن أنيابها بأنها سترفع أسعارها لمواجهة الأعباء المالية التي ستترتب على التعرفة الجديدة· وفي النهاية سيتحمل كل تلك الأعباء المستهلك محدود الدخل الذي ينهش جيبه الغلاء، ويفتك بمدخوله التضخم· قد يرى البعض في ''سالك'' طريقا ''سالك'' لمعالجة أزمة الازدحام المروري التي ''طفح كيل'' الجميع منها، ولكنه لن يكون كذلك على المدى المنظور على الأقل، والرهان الحقيقي يجب أن يكون على نظام لتقنين اقتناء السيارات والترخيص لها، ليس على مستوى دبي وحسب، وانما في الدولة، حيث تتكاثر أعداد المركبات بصورة خرافية، وتجد بعض المسؤولين يرددون بزهو بأنها من آثار الوفرة، ولكن الأمر له تبعاته الاقتصادية والبيئية ويتطلب معالجة كما سائر بلاد الله التي ابتليت بالازدحام والاختناقات المرورية· والرهان الحقيقي الآخر في دبي يتمثل في انطلاق مشروع ''المترو''، وحتى ذلك الحين عليكم بالصبر على ''سالك''، وان شاء الله دروبكم دائما ''سالكة''!·