جاء إصرار الاتحاد الدولي على عدم استثناء الإمارات من تطبيق اللوائح الدولية فيما يتعلق بالانتقالات المحلية، ولو لفترة انتقالية، بمثابة ''الإعصار'' الذي ستكون له توابعه في كرة الإمارات، حيث يعد تطبيق اللوائح الدولية بهذا الخصوص، تطوراً في غاية الأهمية، قياساً بأوضاع الانتقالات المحلية التي لم يطرأ عليها أي تغيير أو تعديل أو تبديل منذ انطلاق كرة الإمارات - رسمياً - وحتى الآن، حيث كان النادي يتحكم في مصير لاعبيه، منذ اليوم الأول لدخول اللاعب النادي وحتى لحظة اعتزاله، دون أن تكون لديه حرية الانتقال لأي نادٍ آخر إلا إذا حصل على استغناء من ناديه الأصلي· وحسب معلوماتي فإن الأخ يوسف السركال التقى رجال الفيفا وبذل قصارى جهده لإقناعهم بالسماح لكرة الإمارات بفترة انتقالية لمدة عامين، تصحح خلالها الأندية أوضاعها، ولكن رد الفيفا جاء قاطعاً وحاسماً، وأكد أنه لا استثناء فيما يتعلق بلوائح دولية يجب أن يحترمها الجميع، وأن أي تجاوز بهذا الشأن يضع اتحاد الكرة في موقف صعب أمام الفيفا· ولأن عدداً من أندية الدولة كان يدرك أن كرة الإمارات ستصل إلى هذه المرحلة، إن آجلاً أو عاجلاً، فقد بادر بإبرام العقود مع لاعبيه، حتى لا يجد نفسها بين يوم وليلة مهدداً بخسارة عدد كبير من عناصره· ولا شك أن أندية الساحل الشرقي - تحديداً - تواجه حالياً إعصار اللوائح الدولية التي تنص على حرية انتقال اللاعب طالما أنه لا يربطه بناديه أي عقد، وإذا كان اللاعب تحت 23 سنة، فإن ناديه يحصل على تعويض ''بدل رعاية'' يحدده اتحاد كرة القدم، أما إذا تجاوز الـ 23 سنة فيحق له الانتقال لأي نادٍ آخر، دون أي تعويض لناديه، طالما أنه لا يربط الطرفين عقد موثق في اتحاد كرة القدم· وربما كان أول رد فعل صدر من نادي الاتحاد بكلباء والفجيرة خير تعبير عن الحالة التي يواجهها الناديان، على ضوء التطور الجديد، فالشيخ سعيد بن صقر القاسمي رئيس نادي الاتحاد يرى أن تطبيق اللوائح الدولية ليس سوى ضربة قاضية للأندية ذات الإمكانات المحدودة، بينما اكتفى الأخ ناصر اليماحي رئيس نادي الفجيرة بعبارة ''اللهم لا اعتراض''· وستتفاعل توابع ''إعصار اللوائح الدولية'' التي تعكس حقيقة يجب أن يدركها الجميع وهي أنه إذا لم نتحرك ذاتياً لتصحيح أوضاعنا، فإننا يجب ألا نتأسف كثيراً إذا جاءنا ''الإصلاح من الخارج'' بعد أن ظل اللاعبون ''أسرى'' أنديتهم طوال السنوات الماضية، دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل تحمي حقوق اللاعبين، وتؤكد أن كرة الإمارات جزء لا يتجزأ من المنظومة الدولية التي تحفظ حقوق اللاعبين، بعيداً عن مفاهيم ''العبودية الكروية''، وبعيداً عن منطق أن اللاعب ملك لناديه·· من المهد إلى اللحد!