الشخصيات الحسودة: أصحابها يريدون أن يحفروا تحت كل سؤال، ويريدون أن يعرفوا الرقم قبل الحرف، ويريدون أن يعرفوا هل النعمة أكثر في هذا المكان من النقمة؟ يحسبون الفائدة أكثر من الخسارة، قبل ما يدخلون تسبقهم أسئلتهم، وحين يجلسون تتعبهم ألسنتهم، وحين يريدون أن يودعوك تظل تتبعهم أسئلتهم· الشخصيات المحبة: يدخلون بالضحكة المرسومة والمزحة المعلنة، تسبقهم قهقهتها، ويفرشون ضحكاتهم وأول جملة ينطقونها حين يلقون الآخر، جملة لا يخصها بالسؤال عن الحال والأحوال، يخافون من مفاجأة الجواب وغدر الأيام وتبدل الأحوال، كل الأمور تمر باردة على قلوبهم، ولا شيء يساوي راحة البال عندهم، هم بلسم لكل شيء، يبقون قلقين فقط، حين يرون ظلماً على آخر أو حين تدمع عين رجل كبير أو عجوزاً تمد يد الحاجة أو حين يستغل ضعيف· الشخصيات الغامضة: يدخلون وهم ينظرون بعين واحدة، وأنهم يفهمون الأشياء وما يدور في خلفياتها، وأن كلّ صغيرة وكبيرة لابد وأن تكون قد مرت عليهم، دائماً يوهمون الآخر أنه أقل منهم فهماً وخبرة وحظوة، وأقل منهم شأنا اجتماعياً· الشخصيات الوهمية: يدخلون مقدمين ألف لام التعريف قبلهم، وإن نكرتهم فأنت النكرة، وإن سألتهم عن اسمهم وصفتهم، كنت الجاهل والملام والمقصر، يمكن أن يكون الأول على دفعته دون إثبات، ويمكن أن تكون شهادته الجامعية مع مرتبة الشرف الأولى دون إثبات، ويمكن أن يكون أبوه أحد المناضلين ضد الاستعمار البغيض دون إثبات، ويمكن أن ينفي عن أمه صفة التزاوج المتكرر بعد وفاة الوالد دون إثبات، يمكن أن يوهمك أنه مهم دون إثبات وتصدق· الشخصيات المحرومة: أول ما تدخل المكان تجدها تتلفت عن يمين وعن شمال، عينها على ما تخبئ الصحون والوعيان، دائماً تعتقد أن ما عندها قليل وعند الآخرين كثير، وأنهم يستحقون أكثر والآخرون يستحقون الأقل، يتمنون لو أنهم قادرون على مسك جناح الطير في السماء أو السمكة العائمة في الماء، تتمنى دائماً ألا يتسلطوا على العباد أو يكونوا يوماً مسؤولين عن قوت الناس· الشخصيات البانورامية: هؤلاء أول ما يتبادون لا ترى منهم إلا أسناناً تلمع وعيوناً تدمع، لا تعرف متى وقت فرحهم؟ ومتى وقت حزنهم؟ إن دخلوا مجلساً فيه المتعة والفرح قدموا جناحهم اليمين، وإن حضروا مجلس حزن وعزاء قدموا جناحهم الشمال، لهم في كل ''عرس قرص'' وعادة لا يخرجون خاوين الوفاض أو بخفي حنين، إن كانت شرهة كانوا أول القادمين، وإن كان حجاً كانوا أول الملبين، وإن كانت عمرة كانوا أول المحرمين، وإن كانت رحلة علاجية صيفية إلى أوروبا، كانوا أول المشتكين المتوجعين، وإن كان صيف في الخزنة أو العين، كانوا أول الخارفين، وإن كانت رحلة إلى الجزر، لغاغة أو أم الصلصل، كانوا أول المبحرين، شخصيات بانورامية ''تيك ماتيك'' أسنان بيضاء لامعة، وعيون قبل الناس دامعة·