لم ترتبط كرة القدم بالفضائح والبطولات في آن واحد·· إلاّ في إيطاليا· عام 1982 دخل منتخب إيطاليا منافسات كأس العالم بإسبانيا بعد أيام قليلة من فضيحة التلاعب بنتائج بعض مباريات الدوري التي كان بطلها باولو روسي، وبدأ الفريق مشواره بالبطولة وصعد إلى الدور الثاني بشق الأنفس وبعد ثلاث مباريات لم يذق فيها طعم الفوز، حيث تعادل مع الكاميرون وبولندا وبيرو، واعتقد البعض أن الطليان سيصطدمون بحاجز الدور الثاني ويودعون البطولة، لكنهم تجاوزوا كل الحواجز وهزموا الأرجنتين والبرازيل ثم تخطوا بولندا في نصف النهائي وقهروا ألمانيا في النهائي بأهداف ولا أروع منها ستة أهداف لــ ''المتهم'' باولو روسي واعتلوا عرش العالم· وقبل مونديال ألمانيا 2006 شارك المنتخب الإيطالي بالبطولة وهو مثخن بجراح فضائح جديدة تورطت فيها أندية اليوفي وميلان ولاتسيو وفيورنتينا، وظن الكثيرون أن تلك الفضائح ستلقى بظلالها على أداء الفريق ونتائجه في المونديال، وإذ به يتفوق على نفسه ويتجاوز منافسيه ومشاكله ويزيح المنتخب الألماني - صاحب الضيافة - من نصف النهائي ويكسب ديوك فرنسا في النهائي بركلات الترجيح ليحصد اللقب المونديالي الرابع في تاريخه· وتكرر المشهد مع فريق ميلان الذي بدأ الموسم وهو يعاني الأمرين جراء العقوبات التي تعرض لها بخصم 8 نقاط من رصيده في الموسم الجديد· ورغم ذلك استطاع أن يعوض في دوري أوروبا ماعجز عن تحقيقه في الدوري الإيطالي الذي كسب الانتر لقبه، و''تعملق'' الميلان أمام بايرن ميونيخ في ربع النهائي، وفاجأ الجميع بفوزه بثلاثية نظيفة على مانشستر يونايتد في إياب نصف النهائي قادته إلى ''النهائي الحلم'' حيث رد اعتباره وثأر من ليفربول بعد عامين من الانتظار وهزمه بهدفين لهدف ليعانق اللقب الأوروبي السابع في ليلة كان فيها ميلان ''قمر'' اليونان رغم أنه لم يكن في حالته معظم فترات المباراة، لكنه استطاع أن يستثمر جيداً تقدمه مع نهاية الشوط الأول بهدف المحظوظ إنزاجي، في واحد من أكثر النهائيات مللاً في تاريخ البطولة· إنها كرة قدم تصنع البطولات من رحم المعاناة، وإلا ما تصدر المنتخب الإيطالي كل منتخبات العالم وعلى رأسها البرازيل في تصنيف الفيفا، ولا فاز لاعبه فابيو كانافارو بلقب أحسن لاعب في العالم لعام 2006. ليفربول ''محظوظ'' في 2005 ''منحوس'' في 2007 وواحدة بواحدة· عندما ألمحت في زاوية سابقة إلى أن إدارياً مرموقاً على وشك اعتزال العمل الرياضي، كنت أقصد عدنان الزعابي إداري فريق نادي الإمارات الذي كسب معركة البقاء بالدرجة الأولى، والغريب أن الكثيرين راحوا يضربون أخماساً في أسداس ليعرفوا الإداري ''المقصود''، واكتشفت من خلال التخمينات والتفسيرات أن ثلاثة إداريين آخرين على الأقل يفكرون جدياً في اعتزال العمل الرياضي· ألم أقل لكم إنه موسم الهجرة من كرة الإمارات!؟