الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نهيان بن مبارك يدعو إلى شراكة استراتيجية بين الشرق الأوسط وآسيا

نهيان بن مبارك يدعو إلى شراكة استراتيجية بين الشرق الأوسط وآسيا
23 مايو 2007 23:42
دبي- مصطفى عبد العظيم: أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي على أهمية إقامة شراكة استراتيجية بين منطقتي الشرق الأوسط وآسيا خلال المرحلة المقبلة وذلك بهدف بناء تكامل اقتصادي وتجاري بين المنطقتين اللتين تتمتعان حاليا بعلاقات قوية، مشيدا في الوقت ذاته بالجهود التى تقوم بها دولة الإمارات على المستويين الحكومي والخاص، فيما يتعلق بالانفتاح على الأسواق الآسيوية، لافتا في هذا الإطار إلى زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الحالية إلى كوريا الجنوبية والتي من شأنها فتح آفاق أوسع للتعاون الاستراتيجي بين البلدين في كافة المجالات المشتركة· جاء ذلك خلال كلمة معاليه التي افتتح بها منتدى القيادة في الشرق الأوسط وآسيا، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس المجلس التنفيذي في دبي وتنظمه مجلة بيزنس ويك بمشاركة أكثر من 500 شخصية اقتصادية وقيادية عالمية وإقليمية في مقدمتهم السير جون ميجور رئيس الوزراء البريطاني السابق وايرلندا الشمالية السابق، ومايك مور المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية وجيني شبلي رئيس الوزراء السابق لنيوزيلاندا بالاضافة إلى عدد كبير من وزراء التجارة في آسيا· وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في تصريحات صحافية عقب الجلسة الأولى للمنتدى، أن التكامل الآسيوي الشرق أوسطي يمكن ان يشكل صياغة جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين المنطقتين، معتبرا ان هذا التكامل لن يأتي إلا من خلال تشجيع اكبر للتجارة والاستثمار، وتعزيز دور القطاع الخاص في الانخراط في عمليات التنمية التي تشهدها بلدان المنطقتين معا وصولا إلى تطوير مفاهيم مشتركة بين الجانبين لإدارة هذا النوع من التكامل، مشددا في الوقت ذاته على الدور الذي يمكن أن تلعبه الممارسات الجيدة للقيادة في توفير مناخ ملائم لبلورة هذه الاستراتيجية·وأكد معاليه على ضرورة الاستفادة من الفرص الضخمة المتوفرة في كلا المنطقتين خاصة ان دول مجلس التعاون الخليجي تشهد حاليا طفرة استثمارية ضخمة يتصدرها القطاع العقاري، يمكن أن تستفيد منها الشركات الآسيوية، وفي المقابل هناك نمو قوي في الاقتصادات الآسيوية وخاصة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة يمكن أيضا ان يفيد دول المنطقة· وشدد معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري الذي يعد المحرك الأول لجهود التنمية والتطوير، مشيدا في هذا الإطار بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتأسيس اكبر مشروع للتنمية العلمية والثقافية في المنطقة برأسمال يبلغ 10 مليارات دولار، الذي سيقوم بتقديم الدعم للعقول والقدرات الشابة، والتركيز على العطاء للبحث العلمي والتعليم والثقافة، والاستثمار في البنية الأساسية للمعرفة، والسعي إلى توفير فرص متساوية لأبناء المنطقة في التقدم والحياة الكريمة ومساعدتهم على مواكبة ركب التطور العالمي والمشاركة بشكل إيجابي في تحديد ملامح المستقبل· من جهته أكد الدكتور ناصر السعيدي، المستشار الاقتصادي لمركز دبي المالي العالمي، ان التقارب الآسيوي الشرق أوسطي تزايد بشكل لافت في الفترة الأخيرة بعد ان نجحت شركات إماراتية مثل موانئ دبي واتصالات في الاستثمار في البنى التحتية في كثير من تلك البلدان، الأمر الذي انعكس على تعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين نتيجة انخفاض الكلفة، معتبرا ان دولة الإمارات بشكل عام ودبي تحديدا نجحت في ان تصبح مركزا محوريا للتجارة بين آسيا والشرق الأوسط·وأوضح السعيدي أن اتجاه بوصلة الاستثمارات الخليجية إلى آسيا ليس جديدا لكنها أصبحت أكثر تركيزا بعد أحداث 11 سبتمبر وعودة الأموال المهاجرة إلى المنطقة مصحوبة بارتفاع قياسي في العائدات النفطية لبلدان المنطقة، لافتا إلى أن توفر السيولة كان دافعا للبحث عن مناطق جديدة للاستثمار حيث لم يوجد حاليا أفضل من الاستثمار في الأسواق الآسيوية التي تمثل حاليا 34% من الاقتصاد العالمي، وتتمتع دول كثيرة فيها بأعلى معدلات نمو اقتصادي في العالمي مثل الصين والهند· وتوقع مشاركون في المنتدى قيام دول مجلس التعاون الخليجي باستثمار نحو 250 مليار دولار في آسيا على مدى السنوات الخمس المقبلة، وسط توقعات بان تستحوذ الصين وحدها على نصف هذه الأموال· وفي المقابل، فإن الصين تتطلع أيضا للاستفادة عبر شركاتها في المنطقة من الأموال الضخمة التي رصدتها دول الخليج لإنفاقها خلال الفترة ذاتها والتي تزيد عن 500 مليار دولار لتطوير مشاريع البنية التحتية، والزراعة، والتعليم، والرعاية الصحية، وتقنية المعلومات؛ الأمر الذي يعطي للشركات الصينية فرصة ذهبية لأن تكون من المتعهدين الأساسيين لهذه المشاريع· وقال مشاركون صينيون في المنتدى: إن تنظيم هذا الحدث جاء في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية الصينية الشرق أوسطية ازدهارا غير مسبوق، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي التي يتوقع أن تضخ استثمارات تزيد عن 300 مليار دولار في الصين بحلول عام ·2020 وقدر رجال أعمال ومسؤولون صينيون حجم التبادل التجاري بين دول الشرق الأوسط والصين خلال العام الماضي بنحو 51,3 مليار دولار، متوقعين في الوقت ذاته أن يتزايد الرقم مع الانفتاح الواسع للشركات الصينية على المنطقة وكذلك تزايد حجم الاستثمارات العربية والخليجية في الصين في الآونة الأخيرة· ورغم ما كشف عنه مشاركون في القمة عن وجود عدد من التحديات التى مازالت تواجه عملية إحياء طريق الحرير أهمها عامل التواصل اللغوي والمعوقات البيروقراطية إلا أن التوقعات تشير إلى تقارب كبير حاصل على المستوى التجاري بين الجانبين، حيث شهدت الفترة الماضية نموا في التدفقات الاستثمارية من الإمارات والسعودية إلى البلدان الآسيوية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©