يبدو أننا نعيش موسم الهجرة ·· في كرة الإمارات، وباتت أنباء ''الاستقالات'' أكثر من أخبار انتهاء التعاقدات مع المدربين واللاعبين الأجانب والمفاوضات التي تتناثر هُنا وهُناك حول انتقالات اللاعبين المحليين· واختلفت أسباب ودوافع الاستقالات وإن كانت النتيجة واحدة· ولأننا في الوسط الرياضي لم نتعود كثيراً على استقالة أحد المسؤولين اعترافاً بعدم النجاح في تحقيق الطموح المنشود فقد تفاعلت الساحة مع استقالة الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس نادي عجمان التي تزامنت مع صافرة نهاية مباراة عجمان مع حتا وضياع حلم البرتقالي في الصعود لمصاف أندية الدرجة الأولى· ولم تكن الاستقالة مناورة أو مجرد لحظة انفعال بعد أن تحول الحلم إلى سراب، بل كان فيها ما يكفي من مصداقية وشفافية وهو ما جسده حجم التفاعل معها الذي وصل إلى حد تنظيم مسيرة شعبية وتدخل ''رسمي'' من ولي العهد لإثنائه عن الاستقالة وإعادته لقيادة النادي لعله ينجح عام 2008 فيما فشل فيه عام 2007! وجاءت استقالة خليفة بن حميدان رئيس مجلس إدارة نادي دبي كرد فعل سريع على هبوط الفريق لمصاف الدرجة الثانية رغبة منه في إتاحة الفرصة أمام شخصية أخرى قد تعيد النادي مرة أخرى للأضواء والشهرة· وعلمت أن إدارياً ''شهيراً'' ستنتهي مهمته مع فريقه خلال أيام ·· بعد مسيرة قاربت العشر سنوات وشهدت تحقيق العديد من الإنجازات· وأن إدارياً مرموقاً ينوي تقديم استقالته خلال الساعات المقبلة، برغم أن فريقه حقق ''طموحه'' وبدأ يرتب أوراقه من الآن للدوري الجديد مستوعباً كل تعقيدات ودروس دوري ،2007 ويقال إنه لا ينوي الاستقالة فحسب، بل سيعتزل العمل الرياضي· وأن مسؤولاً مهماً بــ اتحاد ''شهير'' تراجع عن الاستقالة لكنه يشعر بحالة من ''الملل'' وعدم الارتياح إزاء المناخ الكروي العام ولن تكون مفاجأة لو أعلن هو الآخر اعتزال العمل الرياضي والتفرغ لأعبائه الشخصية والمهنية ·· وما أكثرها· وفي الاتجاه المقابل ·· هل يعود معالي الشيخ محمد بن صقر القاسمي لقيادة نادي رأس الخيمة - مجدداً - أملاً في إعادة الفريق للدرجة الأولى!؟ وفي المقابل أيضاً كسب دوري الإمارات وجهاً إدارياً وحداوياً متميزاً هو عبدالله ناصر الجنيبي أمين السر العام بالنادي والذي اتسم أداؤه طوال الموسم بالموضوعية والاتزان واحترام المنافس والإيمان بدور الإعلام الرياضي، والتعامل مع كل المشاكل والقضايا بعقلية إدارية متفتحة، مدافعاً عن حقوق ناديه ·· دون أن يخسر الآخرين· ولو لم يكسب الوحدة سوى ذلك الجيل المتميز من اللاعبين الموهوبين، والصعود لربع النهائي الآسيوي وهذه الكفاءة الإدارية، فذلك يكفيه·