وكأن كرة الإمارات عقدت اتفاقية مع عبارة ''الفرصة الأخيرة'' التي باتت نرددها في معظم مشاركات الأندية والمنتخبات· وحتى في ''خليجي ''18 لم يتغير المشهد الذي نال الأبيض لقبه بعد 35 عاماً من الانتظار، فبعد خسارة الافتتاح أمام عُمان، أطل تعبير ''الفرصة الأخيرة'' برأسه منذ المباراة الثانية مع اليمن وحتى المباراة النهائية مع عُمان عندما رد الأبيض اعتباره وعوّض خسارته الوحيدة، أمام نفس المنتخب، وعلى نفس الملعب فاعتلى عرش الكرة الخليجية· واليوم يطل تعبير ''الفرصة الأخيرة'' برأسه مجدداً عندما يلتقي الأبيض الأولمبي بنظيره الأوزبكي في إياب الدور الأول للتصفيات الأولمبية وهي آخر مباراة يلعبها المنتخب بملعبه قبل أن يتحول الى الامتحان الكوري في سول· ولا أحد ينكر صعوبة مهمة الأبيض الأولمبي بعد أن خسر 6 نقاط كاملة في بداية مهمته مما يفرض عليه ضرورة أن يستثمر فوزه مرتين على اليمن وأن يسعى جاهداً لكسب صراعه مع الأوزباك على البطاقة الثانية، بعد أن بات فوز كوريا بالبطاقة الأولى للمجموعة مسألة وقت· وتماشياً مع قاعدة ''الغاية تبرر الوسيلة'' فإن من حق الأبيض الأولمبي أن يستثمر حرارة الطقس وأن يقدم موعد المباراة لتقام في عز الحر بملعب الأهلي، مثلما فعل الأوزباك في المباراة الأولى في درجة برودة ''5 تحت الصفر''! ومن ينسى التصفيات المونديالية عام 2001 عندما بدأ الأبيض الإماراتي مهمته أمام أوزبكستان بستاد آل نهيان بنادي الوحدة في ''عز الحر''، ولم يصمد الأوزباك طويلاً واستقبلت شباكهم رباعية إماراتية كانت الأكبر في مشوار الفريق بالتصفيات، وخرج مدرب أوزبكستان بعد المباراة بتصريح يقول ''هذا الطقس لا يمكن أن يصلح لأداء كرة قدم''· وبين برد طشقند القارس·· وحر دبي الشديد، يمكن جداً أن يتحدد من يصعد على حساب الآخر للدور الحاسم في التصفيات، الإمارات أو أوزبكستان· فور ضياع ''الحلم البرتقالي'' بالصعود لدوري الدرجة الأولى، قدم الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس النادي استقالته، مؤكداً أنه بذلك يفي بالوعد الذي قطعه على نفسه قبل المباراة مع حتا بأنه سيبادر بتقديم استقالته إذا لم يصعد الفريق لدوري الأضواء والشهرة· وبالتأكيد فإن الوفاء بالوعد سلوك محمود، ولكن الشيخ راشد لا يزال في بداية مشواره الإداري المفعم بالآمال والطموحات· وعندما يقدم استقالته فإن نادي عجمان هو الخاسر الأكبر قياساً بالدعم الكبير الذي وفره الشيخ راشد للنادي خلال الفترة الماضية، ولابد من استمرار هذا الدعم حتى يقوى النادي على الوفاء بالتزاماته وأن ينجح في تحقيق طموح الصعود الذي يعد الحلم الأكبر لأسرة النادي· ولو تقدم كل رئيس نادٍ باستقالته لعدم صعود ناديه، فإن رياضة الإمارات ستخسر 14 رئيساً، على اعتبار أن رئيسي ناديي الظفرة وحتا هما الأوفر حظاً لصعود نادييهما للعب مع الكبار بالدرجة الأولى· ولا شك أن كل المشاعر الطيبة التي لمسها الشيخ راشد والتي طالبته بالعدول عن الاستقالة تستحق التفاعل معها والاستجابة لها والعودة مرة أخرى لقيادة النادي لتحقيق طموحاته· وبالإرادة القوية·· فإن ما لم يتحقق أمس·· قد يحدث غداً·· ويستعيد ''البرتقالي'' ابتسامته المفقودة·