بعض المفكرين والأكاديميين الغربيين، يقومون سواء بعمد أو من غير عمد باختيار قضايا شائكة مدخلاً للتقارب معنا، على الرغم من معرفتهم أو جهلهم بأن مثل هذه الأمور ستعود بنتائج عكسية لا تخدم الهدف المرتجى من مثل هذه الملتقيات في التقريب الثقافي بين الجانبين، وتجسير ما يتوهمون أنها هوة بين (الحضارات)· وأورد هنا مثالين قريبين للتدليل على هكذا اختيارات- أقول من باب افتراض حسن النية- إنها غير موفقة، الأول عندما لم يجد مدير جامعة السوربون في باريس ما يتداخل به في احتفالية الجامعة في أبوظبي عن ''ألف ليلة وليلة'' سوى عن الخمر والنبيذ، وكشف فيها قلة دراية ومعرفة بالثقافة والحضارة الإسلامية ناهيك عن أصول الدين، وحشد من التهويمات ما حشد عن الخمر والجنة وأبو نواس، خلط فيها الحابل والنابل، مما استفز بعض الحضور· المثال الثاني يتعلق بخبيرة تربوية غربية ايضاً، أطلت ضمن برنامج ''مدارس الشراكة'' على مدرسة نموذجية ابتدائية، فلم تجد ما تفتح به النقاش مع عضوات الهيئة التدريسية بالمدرسة، سوى الحديث عن الاختلاط وسر إصرار مجتمعاتنا على عدم الاختلاط بين الجنسين في المدارس والجامعات والثقافة الجنسية والعلاقة المثلية وأمور كانت هي في غنى عن الانطباع الذي تولد لدى الحاضرات عنها، ولو أنها ركزت على الهدف الذي جاءت لأجله لما كانت قد خلفت هذا الحجم من الدخان وراءها !!· إن سوء اختيار المداخل تقود ولا شك الى مخارج لا طبيعية وغير مرغوبة، وتضر بغايات وأهداف مشاريع طموحة وراقية يبذل لأجلها الكثير، بل إن هذه النماذج من المداخل السيئة توفر مادة وذريعة لرافضي مشاريع التطوير على طريقة أن'' أول القصيدة كفر''، وبالتالي إيجاد حالة من الصدام الفكري نحن في غنى عنها، ولم تكن لتظهر لولا الاختيار الخاطئ في التوقيت الخاطئ!!·