من أسهل الأمور وأبسطها إصدار هذه الجهة أو تلك من القرارات و''الفرمانات'' ما شاء لها أن تصدر، ولكن العبرة بالتنفيذ، ومتابعة مستوى الالتزام، وبلدية أبوظبي تكاد تكون نموذجا في سرعة إصدار القرارات، وبذات السرعة يذوي الحماس للتنفيذ، والامثلة في هذا المجال لا تعد أو تحصى، والمتضرر من عدم التنفيذ هو الوحيد الذي يرتجي العودة الى تطبيق تلك القرارات ''المأسوف عليها''· ولو ان البلدية تابعت التنفيذ بنفس حماس الإصدار لكانت الاحوال افضل بكثير مما هي عليه في العديد من مناطق واحياء عاصمتنا الحبيبة· ومن جديد أتطرق الى صورة من صور المعاناة التي تغض البلدية الطرف عنها في موضوع سكن العزاب في مناطق اقامة العائلات، رغم قراراتها ''النارية''، وشجع هذا الصمت سماسرة التأجير لنقل الظاهرة من البيوت القديمة التي هجرها المواطنون الى البنايات الجديدة، ولعل المثال الصارخ في هذا المجال ما يجري في منطقة مدينة زايد في قلب ابوظبي التجاري، حيث تقوم شبكة من السماسرة بالتواطؤ مع بعض'' النواطير'' وحراس ووكلاء البنايات بافراغ هذه المنطقة من العوائل وتأجيرها للعزاب ولا سيما من الجنسيات الآسيوية حيث يحشر العشرات منهم في الغرفة الواحدة في ظروف غير صحية ولا انسانية على الاطلاق، واصبحت الاسر التي اجبرتها الظروف على البقاء هناك، تعيش حالة من الرعب الحقيقي· تقول سيدة مواطنة اضطرها انتظار الفرج للاقامة في تلك المنطقة انها وغيرها من الاسر اصبحت لا تأمن على انتظار بناتهم للحافلة المدرسية، واصبحوا ينتظرون معهن في الذهاب والاياب وسط النظرات'' الاستفزازية'' للعزاب المتكدسين هناك، ناهيك عن الصورة المقززة التي اصبحت عليها هذه المناطق لانعدام النظافة والاعتداء على البيئة· ربما كانت بلدية ابوظبي في انتظار كارثة حتى تتحرك ،وتدرك أهمية تفعيل قرارها بإبعاد'' الزيت عن النار''!!·