حرص معالي حميد القطامي وزير الصحة على تبديد ما التبس حول تصريحه عن عرقلة من وصفوا بالحرس القديم للتطوير في وزارته، وفي اليوم التالي على التصريح الذي نشرته ''الاتحاد''، حرص معاليه على التنويه بدور المسؤولين والعاملين في الوزارة على امتداد الأعوام السابقة، والذين كانت لهم بصماتهم فيما وصلت إليه ''مؤسساتنا الطبية والعلاجية من تطور كمي ونوعي''، على حد قول الوزير الذي أكد أن قصده من تلك التصريحات تغيير النظام المعمول به حالياً· وهو تمهيد لعاصفة يتوقع خبراء أرصاد أخبار الوزارة أن تهب قريباً، بعد أن أصبحت المؤسسات العلاجية التابعة لها في وضع ''لا يسرّ عدواً ولا حبيباً''· والدليل حالة الهجر التي تعاني منها تلك المؤسسات من قبل المواطنين والمقيمين الذين وجدت لخدمتهم، ولم يعد يلجأ إليها إلا من تضطره الظروف للتردد عليها، وعلى حسابها ازدهرت السياحة العلاجية إلى تايلند، حيث أصبح القادمون من الإمارات الرقم الأكبر والزبائن الأكثر إلى مستشفيات بانكوك وسنغافورة· وتدني مستوى الخدمات الطبية وحتى الإدارية في الوزارة هو ثمرة ذلك ''التراكم الكمي والنوعي'' الذي تحدث عنه الوزير، وكانت من ثماره أيضاً نزوح العديد من الكفاءات والكوادر من الوزارة· وإذا كان معاليه يرى في استخدام كلمة ''انهيار'' الكثير من المبالغة لوصف حالتها، فإن قيادة الوزارة مدعوة لاستعادة ثقة المواطنين ومن تقدم لهم خدماتها، بعد أن أداروا ظهورهم لها ولجأوا إلى القطاع الخاص داخل الدولة أو شدوا الرحال إلى الخارج· وتصريحات وكيل الوزارة بتسجيل 46 حالة خطأ طبي فقط خلال السنوات العشر الماضية هي''المبالغة'' بحد ذاتها في التهوين من شأن ما يجري، وإلا فكيف نفسر سر هذه الجفوة بين مؤسسات الوزارة والمواطنين، أم أن مرضانا ''بطرانين'' لا يطيب لهم الطب إلا في مستشفيات بانكوك وميونيخ؟!· وطمئنونا على صحة ''الصحة''·