نيروبي - الاتحاد: في الوقت الذي تدفق فيه المئات من الجنود الأثيوبيين الإضافيين لدعم القوات الحكومة والأثيوبية التي تخوض معارك ضارية في شوارع وأزقة العاصمة مقديشو ضد المسلحين الصوماليين قدرت منظمة الصليب الأحمر الدولية عدد المدنيين الذين فرّوا من مقديشو بأكثر من 100 ألف مواطن خلال الأسابيع الماضية· وقد أتاح الهدوء النسبي الذي شهدته المدينة أمس للسكان دفن قتلاهم في معارك الأيام الخمسة الماضية·
ورغم الهدوء شهدت مقديشو أمس قيام الجنود الاثيوبيين بقتل أربعة مدنيين في العاصمة الصومالية، في حين أصيب شخصان بجروح في انفجار لغم لدى مرور قافلة كانت تقل ضابطا صوماليا·
وكانت جثث المدنيين الأربعة بينهم امرأتان ملقاة في حي الكمين جنوب مقديشو، حيث تحاول القوات الاثيوبية قمع المسلحين منذ 29 مارس الماضي·
و قام سكان مقديشو بمواراة قتلاهم الثرى وغامروا بالخروج إلى الشوارع للمرة الأولى منذ خمسة أيام في ظل هدوء مؤقت عقب المعارك التي اندلعت بين القوات الإثيوبية والصومالية من جهة ومسلحي المحاكم الإسلامية والمتمردين القبليين من جهة أخرى·وبينما أصر شيوخ قبيلة الهوية المهيمنة في مقديشو على أن الهدنة لاتزال سارية قال شهود ان تعزيزات من القوات الاثيوبية تقدر بمئات الجنود وصلت إلى مقديشو قادمة من مناطق أخرى في الصومال·
ووسط أجواء من الحذر خرج الصوماليون إلى الشوارع للتحقق من الاضرار وتخزين الطعام ورؤية الاصدقاء والعائلة وبدأ بعضهم في دفن الجثث حيث عثروا عليها·
وقال الصحفي الصومالي محمد نور شريفكا ''بدأ الناس في دفن الجثث المتحللة· يحفرون قبورا قرب سطح الأرض بجانب الطريق ويضعونها فيها· وتوصل زعماء عشيرة ''الهوية'' وهي أبرز عشائر المدينة التي يعتقد أن أفرادها يقاتلون إلى جانب الجمـــــــاعة الإسلامية التي حكمت معظم أنحاء البلاد على مدى ستة أشــــــــــهر، إلى اتفاق هدنة مع القوات الإثيوبية أمس الأول·
وقالت الحكومة التي تصارع لبسط سيطرتها على البلد الواقع في القرن الأفريقي والذي تعمه الفوضى أنها ستسعى لتهدئة الأمور في العاصمة قبل مؤتمر المصالحة الوطنية الذي سيعقد في 16 أبريل برعاية دولية ويشارك فيه 3000 مندوب·
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية سولومون ابيبي أمس لوكالة فرانس برس ''لم تنشر قوات اثيوبية إضافية في الصومال''، مضيفا أن ''الحكومة الصومالية الانتقالية والقوات الإثيوبية تعزز مواقعها''·
في ذات الوقت أكدت جهات صومالية معارضة لـ''الاتحاد'' عبور نحو 40 شاحنة عسكرية أثيوبية للحدود المشتركة منذ صباح أمس الأول الأحد وعلى ظهرها مئات الجنود من اجل تقديم الدعم والمساندة إلى القوات الأثيوبية والحكومية في معاركها الضارية ضد ما يعتقد على نطاق واسع بأنها قوات موالية لاتحاد المحاكم الإسلامية مدعومة من ميليشيا لقبيلة الهوية·
من ناحيته وصف بيان أصدرته منظمة الصليب الأحمر أمس الوضع في مقديشو بالمأساوي وطالبت المنظمة بضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الاقتتال في العاصمة الصومالية، مشيرة'' إلى أن عشرات الجثث ما زالت ملقاة على معظم الطرق خاصة في المنطقة المحيطة بالملعب الرياضي للمدينة، وأكدت المنظمة إن مستشفيات المدينة امتلأت إلى أقصى طاقتها وان الأدوية بدأت في النفاذ، وقال البيان إن مئات الجرحى غير قادرين للوصول إلى المستشفيات بسبب عدم توقف المعارك· وأكد الصليب الأحمر أن عدد المدنيين الذين هربوا من مقديشو قد يصل إلى 100 ألف مواطن يعيشون في ظروف مزرية حول المدينة لافتقار هذه المناطق لخدمات المياه والغذاء والخدمات الطبية والصرف الصحي، مشيرا'' إلى أن الذين يهربون من منازلهم في ارتفاع مستمر·
من جهته أعلن البنك الإسلامي للتنمية أمس أنه اعتمد تقديم معونة عاجلة بمبلغ 536 ألف دولار لشراء أدوية ومستلزمات طبية عاجلة للمستشفيات في مقديشو ومواد غذائية لإغاثة ضحايا الحرب والنازحين في الصومال·
وناشد رئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي أهل الخير وهيئات ومؤسسات الإغاثة المحلية والإقليمية والدولية أن تهب لمساعدة الجرحى والنازحين قبل أن تفتك الأمراض والجوع والعطش بالسكان، وتفادي وقوع كارثة إنسانية ضحاياها من الشيوخ والنساء والأطفال·
عدد اليوم
