شنت بلدية أبوظبي حملة على ''الميكانيكيين'' الجائلين المنتشرين في بعض أحياء المدينة، ولا سيما مدينة زايد في قلب العاصمة، في إطار حرصها على نظافة البيئة والوجه الجميل للمدينة، ونجحت في تخلصينا منهم، وما كانوا يتسببون فيه من تلوث وإزعاج للسكان، يقض مضاجعهم، ويحرمهم الاستفادة من مواقف السيارات أمام البنايات التي يقيمون فيها، في مناطق تعاني أصلا من أزمة مستفحلة في المواقف· وقد أثارت الحملة السابقة للبلدية ارتياحا واسعا لدى السكان، وكذلك بعض أصحاب المحال التجارية هناك، ولكن يبدو أن همة البلدية من طول المطاردة قد فترت، بدليل ارتفاع شكاوى السكان مجددا من عودة الميكانيكيين الجائلين لهذه المنطقة وغيرها من المناطق التي تنتشر فيها محال بيع قطع غيار السيارات، لدرجة أن كل محل أصبح يتجمع أمامه مجموعة من الذين يزعمون أنهم فنيون من جنسية آسيوية معينة على استعداد ليقسموا لك أغلظ الأيمان أنك لو وضعت أمامهم طائرة ''إيرباص'' من الجيل الجديد الذي لا زال قيد التجارب، هم على استعداد لتفكيكها وتغيير ''السفايف'' لها· أحد هؤلاء قال لي إن بعض مفتشي البلدية يلجأون لخدماتنا ايضا ليوفروا على أنفسهم عناء التوجه الى المنطقة الصناعية في مصفح· غالبية زبائن هذه الفئة ''ميكانيكيي الشنطة'' هم من الموظفين الذين لا يجدون الوقت الكافي للتوجه الى مصفح بسبب ضيق الوقت، وبساطة العمل الميكانيكي المطلوب الذي يستلزم مشوارا للمنطقة الصناعية· ويبدو أن البلدية قد سئمت لعبة ''القط والفأر'' بين مفتشيها و''ميكانيكية الغفلة'' هؤلاء، فقررت التهدئة التي باضت ذهبا لهؤلاء ، وإزعاجا متصلا للسكان، وتشويها متعمدا لجمال المنطقة· بلدية أبوظبي مدعوة الى إيجاد بدائل معقولة، لاستيعاب هؤلاء ''الفنيين'' لتقديم خدمات ميكانيكية بسيطة، بدلا مما يجري دون طائل منذ فترة بين المفتشين وهؤلاء ''الميكانيكيين'' على طريقة ''توم وجيري''، والمعاناة مستمرة·