بعد منتصف نهار امس، قامت احدى الشركات المتخصصة بهدم بناية في منطقة الخالدية بابوظبي، بطريقة التفجير الآمن، وقبل ايام من العملية، حرصت شرطة ابوظبي على توزيع النشرات التحذيرية والاعلانات والخرائط الارشادية، والتي تضمنت مواعيد انجاز التفجير، وكيفية الاخلاء وتأمين وعزل المنطقة المحيطة بالتفجير· وقامت بتخصيص خيمة ضخمة لاستقبال ما يناهز الالفي شخص ممن تم اخلاؤهم، وقامت بتزويدها بكل وسائل الراحة من تكييف ومرطبات ومياه، كما قدمت لهم وجبتي افطار وغذاء· مرور ابوظبي بذل جهدا كبيرا في عزل المنطقة وتأمين انسيابية المرور، ولكن الجمهور لم يتعاون ، فعلى الرغم من الاعلان عن العملية قبل ايام، وتوزيع الاعلانات المتضمنة الطرق التي ستغلق، تكدست ارتال السيارات في ازدحام مفتعل، يؤكد ان هذه الشرائح الواسعة من البشر لا تقرأ، والا لما توجهت الى تلك الطرق· وكانت الشرطة قد اهابت بالجمهور عدم التجمهر او التجمع حرصا على السلامة العامة، ولكن من دون جدوى· وعند تنفيذ عملية الهدم اندفع اولئك الذين تجمهروا هربا من الغبار الكثيف الذي انتشر، وهذا الاندفاع والتدافع هو ما تحذر منه دائما الشرطة، خشية وقوع ما لاتحمد عقباه، خاصة مخاطر تعثر البعض، لما يمثله ذلك من خطر على حياتهم· فالتحذيرات تسببت في اجتذاب تلك الحشود التي جاءت للفرجة، من دون ان تراعي ابسط القواعد الخاصة بسلامتها وسلامة الآخرين، و قد كان السواد الاعظم منهم من غير الناطقين بالعربية، الذين حولوا المنطقة الى مسرح كبير ، تقاطروا اليها لمشاهدة ما يجري على الهواء مباشرة، ومما زاد من حجم التجمهر ان يوم امس كان عطلة اسبوعية· نحيي شرطة ابوظبي على الجهد الكبير الذي بذله رجالها لتأمين العملية والمنطقة،آملين من عشاق التجمهر وافتعال الازدحام شيئا من التفاعل الايجابي لسلامتهم!·