قد لا يعرف الكثير من القراء، أن العديد من مدن الدولة ، ولا سيما دبي أصبحت إحدى أكثر المناطق المفضلة لمخرجي السينما الهندية لتصوير أفلامهم، مستفيدين من عدة أشياء ، في مقدمتها المرافق السياحية المتطورة، والتسهيلات المقدمة، وأماكن التصوير المثالية للقصص التي تدور حولها مواضيع هذه الأفلام· والجهات التي تقدم تلك التسهيلات، وخصوصا في مدينة دبي للاعلام، تنظر لهذا الاقبال من زاوية اقتصادية بحتة، ومقدمة لأجتذاب غيرهم، وخاصة منتجي الأفلام الأميركية للاستفادة من هذه الامكانيات، ولعل آخر تجربة لهوليوود هنا، كانت في فيلم ''سريانا'' بطولة النجم الأميركي جوج كلوني الذي فاز أمس الأول ، وللمرة الثانية بلقب أكثر رجال هوليوود جاذبية، وأثار محتوى فيلمه هذا من الضجة ما أثار بين مؤيد ومعارض· نعود للأفلام الهندية، فقد تناولت عبر هذه الزاوية من قبل ملاحظة لأحد الاخوة القراء، حول مضامين الكثير من هذه الأفلام التي تصور''دار الحي'' على أنها مدينة تؤوي كبار رجال العصابات والمافيا الهندية، ومهربي المخدرات وغيرهم من الخارجين على القانون· تذكرت ملاحظته، واعتراضاته بينما كنت اقرأ عن فيلم هندي انتهى تصويره مؤخرا في دبي، ووصل الى قاعات العرض يتناول الصعوبات التي تواجه البطل عندما يتوجه الى الامارات للعمل وجمع المال كي يقترن بفتاة أحلامه، في إشارة الى الحلم الذي يتحول الى كوابيس عند هذه الفئة من العمالة، التي تتعرض للابتزاز على يد بعض مكاتب تصدير العمالة في بلادها، والتي تصور لها الطريق الى تحقيق أحلامها في الثراء مفروشا بالورود، لتدفعهم للاستدانة، ورهن مزارعهم وحتى أسرهم، لأجل السفر ليكتشفوا الحقيقة· واعتقد أن مثل هذه الأمور يجب ان توظف لتوعية هؤلاء العمال وخاصة انهم يأتون من بيئات تساهم السينما في تشكيل سلوكياتهم جراء تفشي الأمية والجهل·· وأحلام اليقظة!·