في وزارة خدمية مهمة، أنشأ وكيل الوزارة فريقا للدعم الفني، وضع على رأسه صيدلانية مبتدئة، مما أثار لغطا بين الموظفين حول ما رآه المسؤول في هذا الاختيار، ولم يروه هم الأقدم والأخبر عن امكانيات من كانت تقف الى وقت قريب في منفذ لصرف الأدوية· ورغم الجدل الدائر، والبلبلة حول الاختيار، والدور المناط او المطلوب من فريق الدعم هذا، إلا أن الوزير المعني آثر الصمت، وعدم التدخل في اختيار وكيله الجديد للمنصب· وما جرى في هذه الجهة يجري بصورة أو أخرى في جهات مماثلة، وتعكس إشكالات الاستقطاب والتكتل في بيئات العمل، اعتمادا على الصداقات و''شللية'' الخواص، ومن دون اعتبار لأشياء أساسية في مقدمتها الكفاءة· ولعل من أسباب تدني الأداء والإنتاجية في العديد من المرافق غياب الشفافية والمصارحة في اختيار عناصر أي فريق للعمل، حيث يتولد الإحباط وينسج الإخفاق خيوطه، فماذا يتوقع من مجموعة موظفين يشعرون في قرارة أنفسهم بأنهم همشوا، ومطلوب منهم أن يكونوا مجرد مسيرين للعمل، لا مبتكرين او معتنين به، بالصورة او الطريقة التي ترتقي به ليواكب تطلعات وثقة من وضعهم في هذا المكان، واؤتمنوا عليه؟!· لقاءات المصارحة والمكاشفة مطلوبة بين موظفي ورؤساء جهات العمل، بحيث يصارحون موظفهم، بأنه مقصر ولا يستحق منهم أي تقدير، وإن لم يحسن أو يطور من أدائه عليه تحمل تبعات استبعاده، وإرساله الى بيته، وإن الذي اختير لهذا الموقع أفضل وأكفأ منه وأقدر، والصراحة راحة، فأساليب التقارير السرية قد عفا عليها الزمن، وتجاوزها العصر، والمتضرر الأول والأخير منها سير العمل، ومستوى الأداء والإنتاج· إيراد قصة الصيدلانية التي وجدت نفسها على رأس فريق للدعم الفني والاستشاري لوزارة حيوية ومهمة، يهدف إلى لفت الأنظار للاعتناء ببيئة العمل لأجل الصالح العام·