لو كنت مكان والد الطفل الذي منع من السفر من مطار دبي، لأن صغيره الذي لم يتجاوز الثانية من عمره ضم لقائمة المطلوبين أمنيا والممنوعين من مغادرة البلاد، لتبادر الى ذهني على الفور أنني أمام مقلب''بايخ'' من مقالب البرنامج السخيف'' حقك علينا''، الذي أراد أن ينتزع الابتسامات خلال شهر رمضان المنصرم، فاذا به يلقي الاشفاق على المؤدين فيه لتقليدهم السمج لبرامج الكاميرا الخفية· ولو كنت مكان العامل العربي الذي غادر من مطار ابوظبي، بجواز زميل له سلمه له بالخطأ مندوب الشركة في اللحظات الاخيرة من سفره، وبعد الغاء اقامته، لأعتقدت ايضا انه مشهد من مشاهد ذلك البرنامج ثقيل الظل· فالعامل لم يكتشف الورطة التي وجد نفسه فيها الا مع اقتراب الطائرة من الهبوط في المحطة التالية، وعاش لحظات من القلق المرعب في مواجهة تهمة انتحال شخصية اخرى، والتسلل للدخول الى البلاد التي يقصدها بوثيقة لا تخصه · ونعود لموضوع الطفل الذي وضع اسمه خطأ على قائمة الممنوعين من السفر، ونحيي التعامل الحضاري للاخوة في جوازات مطار دبي، الذين سمحوا للاسرة بالمغادرة كي لا يفسدوا عليها اجازة العيد، بسبب ذلك الخطأ الذي امر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية في التحقيق في ملابساته، ولا اتفق مع دعوة اللواء سيف الشعفار وكيل وزارة الداخلية'' الى وضع القضية في حجمها الطبيعي، وعدم تحليلها على نحو مبالغ فيه''، باعتبار انه كان''خطأ، وتمت معالجته''·فلولا متابعة الاعلام للأمر الذي تحول الى مادة للتندر في وكالات الأنباء العالمية، لما عرف به أحد، والهدف من تناوله أولاً وأخيراً التأكيد على التدقيق والتمحيص، حتى لا يجد أحد نفسه في موقف لا يحسد عليه، بسبب خطأ غيره، وشكرا للعيون الساهرة·