تتوالى أصداء توجيهات وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء بصفته حاكم دبي، لوضع نظام يردع السائقين المتهورين ممن لا يتقيدون بأنظمة وقوانين المرور، وحتى أبسط أخلاقيات قيادة السيارات والمركبات، معرضين حياة الأبرياء للخطر· وشدد سموه على هذه التوجيهات معتبرا أي تأخير في تنفيذها''تقصيرا في أداء الواجب''، و''هذا ما لا يسمح به سموه'' على الإطلاق· و بمجرد صدور التوجيهات لمسنا النزول الكثيف لدوريات ورجال المرور بصورة غير مسبوقة، لإعادة الانضباط للشوارع التي تشهد نزيفا دمويا بلا داع، جراء تلك التصرفات الهوجاء للبعض ممن يصر على تحويل وسيلة مريحة للنقل إلى أداة مروعة للقتل· ومن أصداء هذه التوجيهات انهمرت اتصالات الجمهور عبر مختلف وسائل الإعلام، تطالب بتعميم هذه الأوامر لوقف المأساة التي تشهدها طرقاتنا الداخلية والخارجية على حد سواء، لاستئصال التهور· حدثني أحد الأخوة القراء عن وقوفه على تصرف أرعن من قبل شاب طائش، ضبطته دورية للمرور على كورنيش أبوظبي، وهو يقود سيارته منطلقا بين إشارتين بسرعة 240 كيلو مترا في الساعة!!· جنون ما بعده جنون، ولكن ماذا كانت العقوبة؟!· وقال إن استهتار بعض الشباب بالأنظمة والقوانين بلغ حدا لا يمكن أن يتصوره أحد، فقد تمادى البعض في غيه، فيتجاوز الإشارة الحمراء مع سبق الإصرار والترصد، وعند المخالفة يقدم سائقه الآسيوي على أنه هو المخالف بعد أن ينفحه خمسمائة درهم لقبول البقاء في التوقيف''مرتاحا'' لمدة أسبوع مع ثلاث وجبات يوميا، بل إن هذه الظاهرة أصبحت''بيزنس'' لبعض السائقين الآسيويين، ومصدر دخل لهم· الحزم والشدة أصبحا مطلبا ملحا في ضوء إصرار هؤلاء على إدارة ظهورهم لكل نصيحة أو حملة توعوية، وعدم الالتزام بالأنظمة والقوانين، و''ما تجيبهم إلا العين الحمرا''، بعد أن تحولوا إلى خطر على أنفسهم وعلى المجتمع·