في غمرة الجدل حول اسهام المليارديرات عندنا في المشروعات المجتمعية، وحتى دورهم نحو صندوق الزكاة تناقلت وكالات الأنباء خبر تبرع سخي قدمته امرأة اميركية بسيطة لأحدى جامعات بلادها· وادهشت بخطوتها تلك كل من عرفها، وعرف عيشتها، واحرجت الميسورين منهم· ففي الوصية التي كشف النقاب عنها مؤخرا أوصت المرأة التي كانت تعمل حلاقة في فلوريدا وتوفيت أواخر العام الماضي بمبلغ 35مليونا لجامعة ميامي لأجل البحوث الطبية · وقالت الجامعة ان أوجينا بودسون المتبرعة عاشت حياة متواضعة لعقود ولم يكن يخطر على بال احد، ان تكون بهذا الثراء أو تملك ثروة بهذا الحجم· واوضح محامي بودسون انها'' ورثت عن زوجها مبلغا من المال منذ نصف قرن، وقررت استثماره في البورصة، وقررت العيش بتقشف لأجل تحقيق أهدافها الخيرية''· وبموجب التفاصيل التي اعلن عنها المحامي فإن ثلثي الـ35مليون دولار ستمنح الى مركز للأبحاث المتعلقة بمرض السكري، والثلث الأخير الى مركز بحوث عن السرطان، والمركزان تابعان لجامعة ميامي بولاية فلوريدا· وهذه ليست بالواقعة الاولى التي تردنا من الغرب،حول مساهمات الاثرياء ورجال الأعمال، وحتى الأشخاص المغمورين كما في حالة السيدة بودسون، وعندما نعيدها ونشير اليها، فانما من باب تذكير'' أهل القدرة على ما هو مطلوب منهم، وتطلعات مجتمعهم نحو اسهاماتهم، فالبعض من هؤلاء-للأسف- نسي واجبا شرعيا، معتبرا ان قدرة الدولة تفوق قدراته، وبالتالي مثل هذه الامور على اختلافها من صميم عمل الدولة اولا واخيرا·والحمد لله نحن في دولة حباها الله خيرا وفيرا، وغمرت بهذا الخير ابناءها والمقيمين على ارضها، ومدت به الاشقاء والاصدقاء، ولكن هذا لا يعني ان يتقاعس اهل الملايين عن القيام بدورهم نحو مجتمعهم، ولا ننسى ان المثل الذي اوردته من بلاد تملك أكبر وأقوى اقتصاد في العالم!·