ليلة العيد، كانت مشاهد استقباله في اسواق العاصمة ملموسة وملحوظة، في صورة ذلك الازدحام غير المسبوق، والذي لم تجد معه نفعا المحاولات والجهود التي بذلتها سلطة المرور، وافرادها الذين كانوا متواجدين عند المداخل والمخارج المحيطة بمنطقة الاسواق· لقد كان الازدحام على اشده كما لو ان القوم قد باغتهم موعد حلول عيد الفطر المبارك، وكما لا يعرفون أنه يوم مبارك يحل بعد انقضاء خير الشهور عند الله، شهر الصيام والقيام· عند محل للخياطة كان شباب مفتولو العضلات يتزاحمون للوصول الى باب المحل كل يسأل عن ثوبه وما اذا كان قد جهز، والكل متعجل كما لو أنه اُخذ على حين غرة بالمناسبة· أما المشهد عند صالونات الحناء والتجميل فحدث ولا حرج، فقد اعلنت هذه الامكنة حالة الاستنفار القصوى حتى مطلع الفجر· مشهد ليلة العيد وحتى الساعات الاولى من الصباح، وكذلك نهار يوم الزينة كان مدويا بفعل الالعاب النارية و''الشلّق'' الذي قامت بلدية دبي من بين سائر بلدياتنا بتنظيم حملة توعوية لتبيان اخطاره على الصغار وحتى الكبار الذين غالبا ما يدفعون ثمن ألاعيب الصبيان· فقد قامت البلدية مشكورة الى جانب حملاتها على المحال والمنافذ بهذه الحملة التي رغبت فيها بتعاون اولياء الامور والاهالي، فالتجارب على مر السنوات الماضية كشفت اهمية مساهمة الجميع لمحاصرة هذه الالعاب المضرة والمقلقة للهدوء العام، وتحفيز الاهالي على توعية ابنائهم بمخاطر الألعاب النارية و''الشلّق'' الذي يتفنن مهربوه في طرق ادخاله الى البلاد من خلال المنافذ الصغيرة في الغالب الاعم، والتي لا تملك الامكانيات الكبيرة للكشف عن مثل هذه النوعية من البضاعة الخطرة للغاية، وتقارير اقسام الطوارئ تكشف العديد من الحالات الخطرة والحرجة التي تسجلها، واقلها الحروق الجلدية وفقدان السمع والبصر· ونسأل الله السلامة للجميع·