تجتمع مساء اليوم اللجنة المكلفة بتحري هلال شوال، لتحديد بداية الشهر، وبالتالي تقرير ما اذا كان عيدا أم لا؟· ومثل ما يجري عندنا سيجري في العديد من البلدان العربية والاسلامية، وسيتواصل الاختلاف الذي يتكرر مع مطلع شهر رمضان بين البلاد الاسلامية· وليثير التساؤلات مجددا حول دور كل هذه المجمعات الفقهية والشرعية ومجالس العلماء وعدم قدرتهم على التوصل الى حلول بهذا الشأن، وقد بلغ العلم من العلم ما بلغ· واذا كانت هناك من كلمة فهي لأولئك الفلكيين الذين يغمروننا بتصريحاتهم في الصحف ومختلف وسائل الاعلام، وبعد ذلك تطلع كل تلك التوقعات'' فشنك'' لا تمت للواقع بصلة، وتذكروا حجم كل الكلام الذي قالوه قبيل حلول رمضان هذا العام، و''كذب المنجمون ولو صدفوا''· ومن المنجمين الى طلاب هذا الزمان، وكلمتهم التي صارت الاعلى من معلميهم، وهم يفرضون اجازة الامر الواقع قبيل بدء أية اجازة كبيرة، فيوم الخميس الماضي اتصلت الكثير من المدارس باولياء الطلاب الذين التزموا بالدوام وطلبت اليهم الحضور لأخذ ابنائهم، وهناك من المدارس من قرر المكابرة على ما جرى، وواصلت الدوام الذي مر بطيئا ثقيلا على الطلاب والمدرسين الذين حولوا الحصص الى جلسات ''فرفشة''، وحلقات نقاش عن مسلسلات المطل والتطويل، والنحيب والعويل، الذي تتحفنا به فضائيات الزمن الرديء· وباجازة الامر الواقع يكون هؤلاء الطلاب قد تعطلوا لنحو عشرة ايام على حساب المقرر، والقضية التي تحتاج لوقفة حقيقية تتعلق بسر هذا الجفاء المزمن بين التلاميذ ومدارسهم، ولماذا يتفننون في اختراع المناسبات والفرص لممارسة هواياتهم في الغياب عن مدارسهم، فالعملية اكبر من كل شيء، فالبيئة التعليمية عندنا طاردة ليس للمعلمين فقط، وحتى للتلاميذ الذين ينتقل اليهم الاحباط في سن مبكرة، يدفعهم للتسرب رغم كل الحوافز المقدمة!·فهل من وقفة علمية للظاهرة؟·