أكثر ما يضايق الانسان ان يجد مشروعا كبيرا صرف عليه مئات الملايين من الدراهم، وقد خدش جماله وحسن تنظيمه، أمر بسيط كان بالامكان تجاوزه بشيء من التنسيق وقليل من الجهد الاضافي• وهنا اسوق نموذجا اقتربت منه على مدى اليومين الماضيين، وهو نموذج جامعة ابوظبي التي بدأت عامها الاكاديمي الاول في حرمها الجامعي الجديد بمنطقة محاوي خارج جزيرة ابوظبي• الحرم الجامعي الجديد الذي تكلف انشاؤه نحو نصف مليار درهم، اقيم على مساحة واسعة ووفق ارقى المواصفات المطلوبة للبيئة الدراسية الجامعية، وهو رحب وفسيح للغاية تتوفر به التسهيلات المطلوبة رغم عدم اكتمال الاعمال الانشائية في بعض اجزاء هذا الصرح الجامعي• وبدا ان القائمين عليه كانوا في سباق مع الوقت لتنفيذ ما التزموا به تجاه الطلاب واولياء أمورهم لبدء الدراسة في الثامن من الشهر الجاري لتبديد الشائعات التي ترددت بان الدراسة ستبدأ بعد انقضاء شهر الصيام• المهم ان هذا الجهد الكبير الذي بُذل نال منه عدم التنسيق مع الشركة الموكول اليها أمور النقليات، فقد كان الارتجال سيد الموقف في اليوم الاول والتالي، حيث فوجئت العديد من الطالبات بعدم وجود ما يوصلهن الى بيوتهن بعد انقضاء محاضرات اليوم الاول، ووصلن من ذلك المكان القصي لدورهن بعد اذان المغرب• وفي اليوم التالي تواصل الارتباك ايضا • أما في مدخل الطلاب فقد تعذر الوصول اليه بسبب اكتظاظ المواقف بسيارات الطلاب والهيئة التعليمية والادارية، ورغم وجود مساحات خالية كبيرة على بعد خطوات من المكان، وكان واضحا اصرار الكثيرين على الا يجهدوا انفسهم بالمشي قليلا • ملاحظات كان بالامكان تجاوزها، خاصة ونحن نتعامل مع شباب وشابات، مطلوب منا تأصيل ثقافة التنسيق وحسن الاعداد لديهم لأجل المستقبل ، وشيء من التنسيق لا يضر يا جماعة الخير!•