في حياتنا اليومية نستخدم العديد من المصطلحات والتعابير اللغوية، ورغم انها خطأ يستمر العمل بها على اساس قاعدة شهيرة بأن ''خطأ شائع خير من غريب صحيح او غير مألوف''· والواقع ان تحقيقا منشورا على صفحة كاملة في احدى الصحف الزميلة دفعني لإعادة طرح هذا الموضوع الذي اشرت اليه في اكثر من مناسبة عبر هذه الزاوية· فقد تناول التحقيق المنشور أهمية النشيد الوطني خلال الطابور الصباحي بالنسبة لطلابنا في المدارس على اختلاف مراحلهم العمرية والتعليمية، ودوره في تعزيز انتمائهم الوطني وارتباطهم بتراب الوطن الغالي· ولكن التحقيق قام على ذلك الخطأ الشائع والاعتقاد بأن ما يردده هؤلاء الطلاب من نشيد '' عيشي بلادي'' هو النشيد الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، وهو ليس كذلك، فهذه الكلمات التي يرددونها كانت اجتهادا من وزارة التربية والتعليم ليكون هناك نشيد يردده الطلاب على ايقاع موسيقى السلام الوطني، وقد قام بكتابة كلماته الشاعر الدكتور عارف الشيخ، وهو من التربويين الاوّل ممن لهم اسهاماتهم المشهودة في اثراء المناهج الوطنية· وكانت وزارة الاعلام قبل ان تغيب بعد التشكيل الوزاري الاخير قد اعلنت عن مسابقة لنشيد وطني يواكب ما تحقق للدولة من نهضة ورفعة، الا ان المسابقة لم تر النور، وبالتالي حرمنا من نشيد وطني رسمي يردده ابناؤنا ، وكذلك شبابنا خلال مشاركاتهم الخارجية·واعتقد ان الوقت قد حان حتى يخرج هذا المشروع الوطني الى حيز الوجود والدولة تقترب من الاحتفال بعيدها الوطني الخامس والثلاثين· وتقترب ايضا من إنجاز مرحلة في غاية الاهمية من مراحل البناء الوطني وهي الانتخابات المقبلة لاختيار اعضاء المجلس الوطني الاتحادي· وعلى وزارتي الثقافة والشباب والتربية والتعليم تقع مسؤولية وضع حد لهذا الخطأ الشائع والالتباس السائد حول أمر في غاية الأهمية يتعلق بالهوية الوطنية ·