الاسبوع الفائت نقلت وكالات الانباء اعتذار زعيمين في بلدين مختلفين في قارتين مختلفتين من ثقافتين مختلفتين، الاعتذار الاول جاء من رئيس وزراء المجر فيرينتش جيورتشاني، فقد اعتذر لمواطنيه بسبب تقديمه معلومات كاذبة ومغلوطة عن برنامج التقشف الاقتصادي الذي كان محور حملته الانتخابية· وخلال اجتماع للحكومة سمح فيه جيورتشاني للصحافة ووسائل الاعلام حتى يكون الاعتذار علنيا، قال الرجل ''لقد اعتقدنا ان الشجاعة للقيام بأمور كانت أهم من ضرورة الحديث عنها، لم أعتقد ان الناس وناخبينا كانوا سيدركون خطابا مباشرا الى هذا الحد، وبالتالي فانني لم اكن اتحلى بالثقة بالنفس''· وجدد اعتذاره واضعا مصير حكومته بيد البرلمان· أما الاعتذار الثاني فقد جاء على لسان الرئيس الباكستاني برويز مشرف، فقد صحح ما اعتبره خطأ ورد في كتابه ''على خط النار'' حول تسلم حكومته أموالا من المخابرات الاميركية مقابل تسليم عناصر قيادية في تنظيم ''القاعدة'' وقعوا في قبضة الحكومة الباكستانية· وقال اخطأت بقولي تسلمنا مكافآت مقابل تسليم الارهابيين، ولم اكن اقصد الحكومة، بل أقصد افرادا باكستانيين تعاونوا في القبض على تلك العناصر· في عالمنا العربي ترى القيادي غارقا في بحر من الاخطاء، ومع ذلك تأبى ''المروءة'' الا ينبس ببنت شفة عن اي شيء له علاقة باعتذار، وتأخذه ''العزة بالاثم'' ويغمره الغرور الا يعتذر، فالزعيم مؤله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبالتالي لا يكون في وارده هو او المحيطين به الاعتذار او التراجع عن اي خطأ، ولو كان طارت رقاب ومات من مات· وعند ظهور بوادر تململ وحنق من الرعية على ما يجري، هناك دائما الحلقة الاضعف في الدائرة التي يتم التضحية بها وتقديمها كبش فداء وتحميلها كل الاوزار من دون ان يرمش جفن للقائد، ولا حول ولا قوة الا بالله·