نأمل أن تكون معاناة مستخدمي طريق دبا الطويين قد انتهت أو في طريقها إلى حل جذري وحاسم يحميهم ويحميه من الانهيارات والمخاطر التي تجلبها معها· فالمعاناة المستمرة منذ عدة أشهر تطرح العديد من التساؤلات حول دور الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة الأشغال العامة التي أثار استغرابي تبريرات ساقها الوكيل المساعد للشؤون الفنية بالوزارة الدكتور عبدالله بالحيف النعيمي، وهو يقول إن الوزارة غير معنية بحادث الانهيار وإنما بالطريق نفسه الذي نفذته وتكلف قرابة 150مليون درهم· وبدا كما لو أنه غير معني بالقضية، ونحن نعلم بأن دور الوزارة ليس مجرد تنفيذ طريق أو منشأة هنا أو هناك، فحسن اختيار موقع أي مشروع من المشاريع هو في صلب مسؤولياتها ، كما أن تنفيذه والإشراف عليه ومتابعته من بديهيات الأشياء في مثل هذه الظروف· في تصريحاته الصحفية الأخيرة بدا المسؤول الفني كما لو أنه على غير دراية بطبيعة الأرض والصخور في هذه المنطقة وهو يشير للاستعانة بخبراء جيولوجيين لتحديد أسباب الانهيار لتلافي حدوثه مستقبلا، ليبرز السؤال الأكبر بعد ذلك حول انفاق 150مليون درهم لإنشاء طريق لا نعرف طبيعة الجبال المحيطة به، وبالتالي حمايته ومستخدمية من مخاطر الانهيارات· وبعد ذلك يتبخر الانجاز ويتقلص إلى مسار ترابي غير معبد يزيد من المعاناة والاخطار على من يضطر إلى الذهاب لهذه المنطقة والأهالي الذين تحاصرهم الخيارات المحدودة· حادثة صخرة الطويين نموذج لغياب التنسيق،وكذلك تبادل إلقاء المسؤوليات وتحمليها للآخرين، بدلا من سرعة اتاحة البدائل للمواطنين في هذه المنطقة أو غيرها ممن يجدون انفسهم في حلقة مفرغة بين العديد من الجهات التي يتنصل القائمون عليها من المسؤولية ويدعونهم إلى مراجعة الجهة الأخرى، وهم يدركون حقيقة المشكلة والمعاناة التي يتكبدونها والماثلة أمامهم كهذه الصخرة،وكان الله في العون·