العمارة (العراق) - وكالات الأنباء: داهمت قوات بريطانية فجر أمس عددا من المنازل في العمارة عاصمة محافظة ميسان بجنوب العراق، حيث اشتبكت مع مسلحي ''جيش المهدي'' التابع لزعيم ''التيار الصدري'' الشيعي مقتدى الصدر وقتلت شخصين واعتقلت مشتبها بهم بينهم ''إرهابيان بارزان'' وفق رواية المتحدث باسم الجيش البريطاني الميجور تشارلي باربيردج·
وأعلنت الشرطة العراقية ان قوة بريطانية مكونة من 12 دبابة مدعومة بالطائرات داهمت حي الحسين القديم جنوبي المدينة وقتلت مدنيين اثنين واعتقلت 8 آخرين ممن تتهمهم بالانتماء الى ''جيش المهدي'' خلال الاشتباك، فيما دمرت قذائف دباباتها 6 منازل و3 محلات تجارية· وأفاد شهود عيان أيضا بأن قوات بريطانية تساندها المروحيات والدبابات أغلقت الحي واعتقلت 8 أشخاص وجرى تبادل لاطلاق النار مع مسلحين أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح· كما هاجم مسلحون دورية للجيش البريطاني في طريقها إلى معسكر أبوناجي جنوبي المدينة وسمع تبادل لاطلاق النار بين الجانبين·
لكن باربيردج لم يؤكد سقوط ضحايا كما لم يوضح هويات المعتقلين· وقال ''قمنا بعملية عسكرية اشتركت فيها آليات مدرعة مقاتلة ودبابات بهدف القبض على أفراد جماعة تطلق قذائف هاون على قاعدة أبو ناجي البريطانية بعد أن أفادت معلومات استخباراتية بوجود ارهابيين مهمين في موقع المداهمة وتم اعتقال 6 مشتبه بهم بينهم إرهابيان بارزان أحدهما إرهابي مهم على مستوى العراق''· وأضاف ''تعرضت القوات البريطانية بعد الانتهاء من المداهمة لنيران كثيفة من أسلحة ثقيلة وخفيفة وردت على مصادر النيران بالمثل، فيما تضررت دبابة مقاتلة بسبب غرقها في الطين''·
واستنكر محافظ ميسان المهندس عادل المالكي ''الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها القوات البريطانية في العمارة''· وقال ''ان هذه الاعمال مقصودة لتأخير عملية تسليم الملف الأمني لقوات الأمن العراقية المقررة الشهر المقبل''· وأضاف ''تم الاتصال بقائد القوات البريطانية في العمارة واوضحنا له ان المعتقلين لا ينتمون الى أي جهة حزبية أو سياسية أو دينية، انما هم موظفون في الدولة واحدهم عنصر في قوات التدخل السريع وقالت القوات البريطانية انها ستحقق معهم وفي حال عدم ثبوت الادلة ضدهم سيتم إطلاقهم''·
من جهة أخرى، أعلن قائد عسكري بريطاني كبير أمس أن بريطانيا قد تخفض قواتها في جنوب العراق البالغ قوامها نحو 7 آلاف جندي إلى النصف بحلول منتصف العام المقبل بعد تسليم المسؤولية الأمنية هناك للعراقيين في غضون 9 أشهر· وقال للصحفيين في البصرة، طالبا عدم نشر اسمه، ''سنترك قوة أقل كثيرا مما هو عليه الحال الآن ربما في حدود ما بين 3000 و4000 فرد متمركزين في منطقة واحدة''· وأضاف أن بلاده تأمل في تسليم مسؤولية أمن محافظة ميسان للقوات العراقية الشهر المقبل بعدما سلمتها محافظة المثنى الشهر الماضي وأن نقل السيطرة علي محافظة إلى العراقيين يمكن أن يتم خلال الربع الأول من العام المقبل· وأوضح ''هذا كله يتوقف على الأوضاع ويخضع لعوامل شتى، لكنه قابل للتطبيق تماما وفق الخطة التكتيكية وكفاءة الجيش العراقي''·
عدد اليوم
